إضافية ، أو سلبية أما الإضافية فكقولنا عالم ، قادر ، خالق (١) ، وأما السلبية فكقولنا : ليس بجسم ولا بجوهر. والمخلوقات تدل على النوع الأول من الصفات أولا ، وعلى النوع الثاني ثانيا. فقولنا : «الله» يدل على جميع الصفات الإضافية المعتبرة في الإلهية. وقولنا «أحد». يدل على جميع الصفات السلبية. وذلك لأن قولنا : «الله» معناه : أنه الذي يستحق العبادة ، واستحقاق العبادة لا يكون إلا لمن يكون مستقلا بالإيجاد والإبداع وذلك لا يحصل ، إلا لمن كان موصوفا بالقدرة التامة والحكمة التامة (٢). وأما الأحدية فهي دالة على كونه منزها عن التركيبات الحسية والعقلية. وهذا يدل على أنه ليس (بجسم ولا متحيز) (٣) لأن كل متحيز فهو منقسم ، وإذا لم يكن متحيزا في شيء من الأحياز والجهات ، وجب أن لا يكون حالا في شيء ، ولا محلا لشيء. وأيضا : إذا كان أحدا ، لم يكن له مثل ولا ضد ولا ند ، لأنه لو حصل في الوجود موجودان ، كل واحد منهما واجب لذاته لكانا متشاركين (٤) في الوجود ومختلفين في التعين ، وما به المشاركة غير ما به المخالفة ، فيكون كل واحد منهما مركبا في ذاته من هذين القيدين ، فيثبت أن كونه تعالى أحدا ، يدل على جميع الصفات السلبية.
فإن قيل : كيف يعقل كون الشيء أحدا. فإن كل حقيقة موصوفة بالأحدية ، فهناك تلك الحقيقة وتلك الأحدية ، مجموعهما ، فهذا ثالث ثلاثة ، لا أحد. والجواب : أن الأحدية لازمة لتلك الحقيقة التي لا يمكن إلا أن نعبر عنها بقولنا : «هو» فلهذا السبب كان أجل الأسماء عند المحققين قولنا : «هو الله».
واعلم. أن قولنا : هو الله يدل على افتقار كل ما سواه إليه ، وقولنا : أحد. يدل على استغنائه على كل ما سواه ، وكل من حصل له هذان الوصفان
__________________
(١) خالق (م).
(٢) وجميع الصفات.
(٣) وليس بمتحيز (م).
(٤) متساويين (س).