وحافظ للكتب الإلهية عن التحريف (١) قال تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ ، وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) (٢).
الاسم السادس : الرقيب قال تعالى حكاية عن عيسى عليهالسلام :(فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ) (٣) والرقيب الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء. ومنه قوله تعالى : (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (٤) قال الخطابي : وهو في نعوت الآدميين : الموكل بحفظ الشيء المترصد له ، المحترز عن الغفلة فيه. وأما مراقبة العبد ربه فهي علم العبد باطلاع الحق عليه ، فاستدامته لهذا العلم هي (المسماة) (٥) بمراقبة الله تعالى. وهذه المراقبة مفتاح كل الخيرات ، فإن العبد إذا تيقن أن الله مراقب لأحواله ، مطلع على ضمائره ، سامع لأقواله ، لا يغيب عن علمه النقير والقطمير والصغير والكبير ، خاف سطوات عقابه في كل حال ، وهابه في كل مقال ، عالما بأنه الحكيم الرقيب ، والشاهد الذي لا يغيب.
الاسم السابع : المهيمن قال تعالى : (السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ) (٦) وهو اسم لمن كان موصوفا بمجموع صفات ثلاثة : أحدها : العلم بأحوال الشيء. والثاني : القدرة التامة على تحصيل مصالح ذلك الشيء. والثالث : المواظبة على تحصيل تلك المصالح ، فالجامع لهذه المعاني : اسم المهيمن. ولن تجتمع هذه الصفات على الكمال إلا لله ـ سبحانه ـ
واعلم أنا لما انتهينا إلى هذا الموضع عرض ما أوجب قطع هذا النوع من الكلام.
ونختم هذا الباب بنوعين من البحث :
__________________
(١) اليهود حرفوا التوراة ، والنصارى حرفوا الإنجيل.
(٢) الحجر (٩).
(٣) المائدة (١١٧).
(٤) ق (١٨).
(٥) من (م ، س).
(٦) الحشر (٢٣).