وشيخنا الاستاذ رحمهالله قال في دفع هذا الإيراد بأنّ قيد الإشارة الذهنية إن لوحظت استقلالا يكون لهذا الإشكال مجال ، لعدم الصدق على هذا على الخارجيات وأمّا إن لوحظت مرآة للخارج فصدقه على الخارجيات ممكن كما ترى في كلّ ما لوحظ في الذهن مرآة للخارج.
ولكن فيه أنّ هذا الكلام غير تام ، وعلى هذا لا يبقى فرق بين اسم الجنس وعلم الجنس ، لأنّه لو لم يكن قيد الإشارة الذهنية لحاظه الا مرآة للخارج فلم يحصل فرق بين اسم الجنس وعلم الجنس ، فهذا الكلام تسليم لعدم الفرق بينهما ؛ لأنّ بعد كون قيد الإشارة الذهنية موجبا لصيرورته معرفة فهذا الحيث أي الإشارة الذهنية بقيد الذهنية ملحوظا ، وإن لم يكن كذلك فلا فرق بينهما ، فهذا الكلام لبّه تسليم الإشكال لا دفع الإشكال.
وقال آقا ضياء الدين العراقي مدّ ظله تصحيحا لهذا الفرق الذي قالوا في وجه الفرق بين علم الجنس واسم الجنس : أولا بأنّه كما أنّ المعلوم يكون له صورة ذهنية ويكون موجودا في الذهن ومع ذلك يسري الى الخارج وينطبق على الخارج ، فلو علمت بوجود زيد يكون زيد معلوما لك وموجودا في ذهنك ومع ذلك ينطبق على الخارج ، فمعلومك وهو زيد موجود في الخارج كذلك نقول بأنّه لا منافاة بأن يكون علم الجنس موضوعا للطبيعة بقيد الإشارة الذهنية ، ومع هذا ينطبق على الخارج.
وفيه أنّ هذا التوهّم حصل من الاشتباه بين أنّ ما هو موجود في الذهن هو مفهوم الإشارة أو مصداق الإشارة ، فإن كان الموجود في الذهن والملحوظ في هذه المواطن هو مفهوم الإشارة فالسراية الى الخارج ممكنة كما أنّ المعلوم الموجود في الذهن إن كان مفهوم المعلوم يمكن سرايته الى الخارج ، وأمّا إن كان مصداق المعلوم فلا يمكن سرايته الى الخارج.
وفي أسماء الإشارة بعد ما قلنا بكون الموضوع له فيها الخاص وإن كان الوضع