مختصرا : إنّ الأقسام ثلاثة :
الأول : الوجودات الحقيقيّة : وهي ما لها وجود في الخارج ولها ما بحذاء في الخارج ، مثل وجود زيد الخارجي فإنّ له وجودا خارجيا ، وله ما بحذاء في الخارج.
الثاني : الوجودات الانتزاعية : وهذه الوجودات ليس لها وجود خارجي ولا ما بحذاء لها خارجا وليس لها حيثية خارجية ، بل الحادث والموجود أمر آخر ، وينتزع العقل منه هذا الشيء ، مثلا في الخارج ما هو الموجود ليس إلّا الفوق والتحت ولكن العقل ينتزع منه الفوقية والتحتية ، وكذلك الموجود في الخارج ليس الأب والابن ولكن العقل ينتزع منهما الابوة والبنوّة ، وهذا القسم أيضا له وجود ، ولكن لا وجود حقيقي بل وجود انتزاعي ، وكما أنّ العقل ينتزع شيئا من الوجود الحقيقي ويقال له وجود انتزاعي كذلك تارة ينتزع العقل من الموجود بالوجود الاعتباري أيضا شيئا.
الثالث : الوجود الاعتباري : وهو ليس إلّا الاعتبار ، ولا وجود له حقيقة ولا انتزاعا ، بل له وجود اعتبارا ، وليس له إلّا منشأ الاعتبار ، وهذا القسم من الوجود كثير كما ترى في الاعتبارات المالية ، فالورق الذي يعتبرونه مكان ألف ريال مثلا يصير وجودا اعتباريا للألف ريال ، والحال أنّه ليس إلّا الاعتبار ، ولا يزيد بسبب الاعتبار له حيثية في الخارج ، يعني لا وجود له بوجود حقيقي كالموجودات الحقيقية ، ومن هذا القبيل تكون الملكية وكذا الزوجية.
إذا عرفت هذه الأقسام الثلاثة مختصرا فنقول : إنّه ليس منشأ مناسبة المعنى مع اللفظ والعلقة الحاصلة بينهما من القسمين الأوّلين فإنها لا وجود لها في الخارج كالوجودات الحقيقيّة ، ولا ينتزع هذه المناسبة من شيء لأنّه لو كانت العلقة منتزعة عن هذا الجعل لكان اللازم أن يحمل العلاقة باللفظ أو المعنى ، والحال أنّه لا يقال
__________________
البيع.