المبحث الأول
أهداف سورة «يوسف» (١)
سورة يوسف سورة مكّيّة كلّها ، وآياتها مائة وإحدى عشرة آية فقط ، وقيل إن الآيات الثلاث الأولى مدنيّات ، وهو رأي ضعيف ، لأن السورة كلّها قصة واحدة.
ومن العجائب أن يذكر هذا الاستثناء في المصحف المطبوع في مصر ، ويزاد عليه الآية السابعة ، قال السيوطي في الإتقان وهو رأي واه جدّا ، فلا يلتفت إليه.
* * *
وحين نستعرض سورة يوسف ، نجد أنها سورة فريدة من نوعها من بين سور القرآن الكريم.
فهناك قصص متعدد مبثوث في ثنايا سور القرآن ، لكن القرآن كان يكتفي أحيانا بذكر حلقة أو حلقات محدودة من القصة ، كحلقة قصة مولد عيسى ، أو حلقة قصة نوح والطوفان ، لأن هذه الحلقات تفي بالمقصود منها.
أما قصة يوسف ، فتقتضي أن تتلى كلها متوالية الحلقات والمشاهد ، من بدئها إلى نهايتها ، وصدق الله العظيم ، إذ قال :
(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ) (٣).
* * *
وسورة يوسف ، هي قصة يوسف مطوّعة في سردها ، وطريقة أدائها ،
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته ، الهيئة العامة للكتاب ، القاهرة ، ١٩٧٩ ـ ١٩٨٤.