جاءتهم كل آية حتى يروا عذابه ، وأنه كان عليهم أن يؤمنوا لينفعهم إيمانهم ، ثم استثنى منهم قوم يونس (ع) (لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ) (٩٨).
الخاتمة
الآيات [٩٩ ـ ١٠٩]
ثم قال تعالى : (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (٩٩) فذكر للنبي (ص) أنه لو شاء ، سبحانه ، لآمن بما أنزل إليه من في الأرض جميعا ، وأنه لا يصحّ أن يكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ، ثم أمرهم أن ينظروا في آياته في السماوات والأرض ليؤمنوا بالنظر فيها ؛ وذكر أن هذا لا يغني عنهم لأنهم لا يريدون الإيمان ، وإنما ينتظرون مثل أيام العذاب التي أهلك فيها الأولين ، ثم نجّى رسله والذين آمنوا معهم ، ثم أمره إن استمروا بعد هذا على شكهم في دينه ، أن يخبرهم بأنه لا يعبد ما يعبدون من دونه ، ولكن يعبد الذين يتوفّاهم ، وبأنه أمر أن يكون من المؤمنين ، وأن يقيم وجهه للدين حنيفا ولا يكونّن من المشركين ؛ ثم نهاه أن يدعو من دونه ما لا ينفعه ولا يضرّه ، وذكر له أنه إن يمسسه بضرّ فلا كاشف له إلا هو ، وإن يرده بخير فلا رادّ له ، ثم أمره أن يذكر لهم أنه قد جاءهم الحق (القرآن) منه ، وأنّ من اهتدى فلنفسه ومن ضلّ فعليها ، وأنه ليس عليهم بوكيل (وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ) (١٠٩).