بفساد العبادة فى هذه الصورة يكشف عن عدم التزامهم بقيام المصلحة الداعية على الامر بها بنفس ذاتها بل انما هى قائمة بها بقيد قربيتها (١) وح فالتعبدى فى كلماتهم قبال التوصلى (٢) ليس مطلق ما كان مقتضيا للقرب لمحض كونه من وظائف العبودية بل المراد منه ما كان مصلحته والغرض الباعث على الامر به منوط بقربيته فعلا بل (٣) لنا ان نقول ايضا بانه ليس بنائهم على الاكتفاء بمقربيتها الذاتية (٤) ولو لم يكن فى البين مانع عن مقربيتها (٥) كيف (٦) ولازمه الاكتفاء (٧) باتيانها بداعى الشهوة (٨) اذ هذا المقدار لا يضر بقربيته ما هو من وظائف العبودية اذ من دعاه شهوته (٩) على الخضوع لمولاه ولو بتقبيل يده بداعى خضوعه له ولو كان محرّكه على هذا الخضوع شهوته كان متقربا لمولاه ولا يضر هذا
______________________________________________________
(١) فزائدا على قربيته الجعلية لا بد من قصد التقرب شرعا.
(٢) فالنتيجة ان ما يظهر من الاصحاب كون الفعل عبادة يتوقف على نية التقرب به وبدونها لا يكون عبادة وان حصل القرب به من المولى كالسجود الصادر من العبد بداعى تعظيم المولى حيث لا يكون منها عنه ولا مأمورا به فمثل هذا السجود يكون مقربا للعبد من المولى وان لم يقصد به التقرب.
(٣) والشاهد على اعتبار نية التقرب زائدا على قربيته الجعلية انه لو كانت قربيّتة الجعلية كاف يلزم ان يكتفى ولو لم يكن نهى ايضا ان يأتى بداع الشهوة مع انه غير مجز جزما بيانه ستعرف.
(٤) اى الجعلية من تبانى العقلاء عليه.
(٥) ولم يكن نهى عليه.
(٦) هذا هو الاشكال والنقض.
(٧) انه يكتفى باتيان الفعل القربى بداع الشهوة.
(٨) كالتبريد فى الوضوء ونحوه.
(٩) كالقيام لرفع وجع رجله.