الغرض (١) وإلّا (٢) فلو بيننا على ان المرجع فى مثلها لزوم الاحتياط بحث يكفى
______________________________________________________
(١) لاحد الوجهين المتقدمين.
(٢) اى وان لم يكن هذا القيد محتاج الى البيان بان قلنا بالاشتغال مع كون القيد غير مغفول عنه فلا يمكن التمسك بالاطلاق المزبور لعدم اجتماع مقدماته التى منها كون المتكلم الحكيم مخلا بغرضه لو لم يبين ما احتمل المكلف دخله فى متعلق التكليف اذ على الفرض ان المكلف غير غافل عن هذا القيد الذى يحتمل دخله فى المأمور به مع كونه ملتزما بالاشتغال عقلا فى موارد الشك بالقيود غير المغفول عنها كما فى المقام لجواز أن يكتفى المولى الحكيم بالزام العقل بالاحتياط فى موارد الشك فلا يكون مخلّا بغرضه لو كان الشى المشكوك فيه دخيلا فى غرضه ولم يصرح بدخله لكفاية حكم العقل بالاتيان به حيث يكون الشى المشكوك بدخله مما يلتفت اليه المكلف غالبا كما هو المفروض ، واما لو كان الشى المحتمل دخله فى المكلف به من الامور المغفول عنها غالبا فلا مانع من التمسك بالاطلاق لنفى اعتباره لاجتماع مقدمات الاطلاق وان قلنا بالاشتغال فى موارد الشك فيما يحتمل دخله فى المكلف به لان كون الشى مما يغفل عنه غالبا يمنع المولى الحكيم من الاتكال على حكم العقل بالاحتياط لان موضوعه الملتفت ومع فرض كون الشيء مغفولا عنه غالبا تمنع الحكمة من الاتكال على حكم العقل بالاحتياط على فرض الالتفات اتفاقا لا خلاله بغرضه فى الغالب كما لا يخفى لهذا تجد من يقول بالاشتغال يتمسك بالاطلاق فى جملة من موارد الشك فى ما يحتمل دخله فى المكلف به ، وربما يقال والذى يقوى فى النظر ان قيد الدعوة بعد انتشار الشريعة بين المسلمين واطلاعهم على خصوصيات تكاليفها من حيث توقف امتثال بعضها على قصد القربة ونحوه فقد صار قيد الدعوة من القيود غير المغفول عنها عند المسلمين فى عهد النبى صلىاللهعليهوآله لكثرة ابتلائهم بالتكاليف المقيدة بهذا القيد وعليه لا يبقى مجال للقائل بالاشتغال ان يتمسك بالاطلاق كلاميا كان ام مقاميا فى مثل المقام لما عرفت وسيأتى ان التمسك بالاطلاق المقامى ايضا يتوقف على احد الامرين من البراءة وكون الشى المحتمل دخله فى المكلف به مغفولا عنه لو قلنا بالاشتغال ومع عدمهما لا يمكن التمسك بالاطلاق المقامى ايضا ، واما القائل بالبراءة كما هو المختار عند المحقق الماتن العراقى وعندنا ايضا فهو فى مجال واسع من حيث صحة التمسك بكل من الاطلاقين ، مضافا الى انه سيأتى من المحقق العراقى