.................................................................................................
______________________________________________________
الحكمة تعيين المقيد بالقيد العدمى لا المطلق من حيث وجوب شىء آخر كما هو ظاهر المتن اذ المفروض اثبات الوجوب النفسى وهو الوجوب لا لغيره لا الوجوب المطلق الذى وجب هناك شىء آخر اولا اذ ليس الوجوب الغيرى مجرد وجوب شىء مع كون الشىء الآخر واجبا مقارنا معه بل الوجوب المنبعث عن وجوب آخر ومن الواضح ان اطلاق الوجوب من حيث انبعاثه عن وجوب آخر وعدمه غير معقول وكذا الوجوب التخييرى هو الوجوب المشوب بجواز الترك الى بدل واطلاق الوجوب من حيث الاقتران بجواز الترك وعدمه غير صحيح بل المراد بالاطلاق المعين للنفسية واقرانها هو عدم التقييد بما يفيد الغيرية والتخييرية والكفائية كما صرح به قده فى آخر المطلق والمقيد الخ وفيه ان الوجوب النفسى والغيرى وان قيل ان لهما جهة اشتراك وهى البعث نحو امر وجهة افتراق وهى عدم ذكر كونه ناشئا عن الغير فى النفسى وكونه من الغير فى الغيرى كما قيل فى الامر الاستحبابى ولكن ليس كذلك بل الفرق بينهما ماهوى ولا يمكن اثبات قيد للطبيعة بواسطة نفى احدهما فانه ارادة تامة وناقصة على ما عرفت وتعرف ـ واما ما ذكره اخيرا فهو الذى اراد صاحب الكفاية واراد ذلك اشارة ، والوجه الثالث يمكن ان يقال ان الامر المطلق يحمل على ما ذكر لا لاجل دلالة اللفظ اى لا مادة ولا هيئة بل لان صدور الامر عن المولى تمام الموضوع للطاعة اى ببناء العقلاء وحكم العقل ووظيفة العبودية فاذا تعلق امر بشىء يصير حجة عليه لا يسوغ له العدول الى غيره باحتمال التخيير فى متعلق الامر كما لا يجوز له الترك مع اتيان الغير باحتمال الكفائية ولا التقاعد عن اتيانه باحتمال الغيرية مع سقوط الوجوب عن غيره الذى يحتمل كون الامر المفروض مقدمة له وكل ذلك لا لاجل دلالة بل لبناء منهم على ذلك وان لم نعثر على علة البناء وملاكه لكنا نشاهده مع فقدان الدلالة اللفظية كافادة البعث بنحو الإشارة ، وان ابيت عن ذلك وقلت ان بناء العقلاء كذلك لم يثبت فنقول هو ان كلا منهما يكون اثباته بواسطة القيد اعني البعث يدل على نفس الطبيعة وكونه نفسيا او غيريا قيد وجودى يكون به نوعية كل منهما إلّا ان فى نظر العرف احد القيدين قليل المئونة بحيث لا يرى العرف عناية رائده فيه وهى كون الوجوب نفسيا والفرد الآخر وهو كونه غير يا يحتاج الى مئونة وهو كونه ناشئا عن الغير فيحمل الخطاب ابتداء على الطبيعة لعدم المئونة للنفسية كما قد يقال فى الحمل