.................................................................................................
______________________________________________________
ـ الى ان قال ـ فالقائل بالكلام النفسى ان كان يدعى ان سنخه اجمالا سنخ الماهيات ـ حيث انها فى حدود ذواتها لا تابى عن الوجود والعدم ـ فالبرهان قائم على انحصارها فى المقولات العشر ـ اعنى مقولة الجوهر والمقولات التسع العرضية ـ فحاله حالها من حيث قبول الوجودين ـ اى العينى والذهنى ـ فحينئذ يقال ان قيامه بالنفس ان كان بنفسه كالصفات النفسانية من العلم والارادة وغيرهما فهو من الكيفيات النفسانية والبرهان قائم فى محله على ضبطها وحصرها ومدلولية احدها للكلام اللفظى كقولك اعلم واريد على ثبوت العلم والارادة لا يجعلهما كلاما نفسيا ، وان كان قيامه بالنفس قيامه بصورته قياما علميا لا دخل له بالكلام النفسى يدعى ان سنخه سنخ الماهيات ، وان كان يدعى ان سنخه سنخ الوجود فهو معقول إلّا ان مدلوليته للكلام اللفظى غير معقول اما اصل معقوليته فالوجدان الصحيح شاهد على ذلك كما فى ايقاع النسبة الملازم للتصديق المقابل للتصور فان صورة ان هذا ذاك مطابقا لما فى الخارج وناظرا اليه تصديق داخل فى العلوم الانفعالية لانفعال النفس وتكيّفها بالصورة المنتزعة من الخارج ونفس هذا ذاك من دون نظر الى صورة مطابقة له فى الخارج من موجودات عالم النفس ونسبة النفس اليه بالتأثير والايجاد لا بالتكليف والانفعال وحقيقته وجود نورى قائم بالنفس قياما صدوريا وهو المراد بالعلم الفعلى فى قبال الانفعالى ومنه الاحاديث النفسانية فان الوجدان اصدق شاهد على ان نسبة النفس اليها بالايجاد والتأثير ونفس وجودها الحقيقى عين حضورها للنفس ـ الى ان قال ـ واما استحالة مدلوليته للكلام اللفظى فلان المدلولية للكلام ليس الا كون اللفظ واسطة للانتقال من سماعه اليه وهذا شأن الماهية والوجود الحقيقى عينيا كان او نوريا ادراكيا غير قابل للحصول فى المدارك الادراكية لما عرفت سابقا فلا يعقل الوضع له ولا الانتقال باللفظ اليه الا بالوجه والعنوان ومفروض الاشعري مدلوليته بنفسه للكلام اللفظى لا بوجهه وعنوانه انتهى ـ اما الجواب عن الكلام النفسى قال فى المحاضرات ، ج ٢ ، ص ٢٥ ، ان صفاته تعالى على نوعين الأول الصفات الذاتية كالعلم والقدرة والحياة وما يئول اليها فان هذه الصفات عين ذاته تعالى فى الخارج فلا اثنينية فيه ولا مغايرة وان قيامها بها قيام عينى وهو من اعلى مراتب القيام واظهر مصاديقه لا قيام صفة بموصوفها او قيام الحال بمحله ومن هنا ورد فى الروايات ان الله تعالى وجود كله وعلم كله وقدرة كله