.................................................................................................
______________________________________________________
الفرق بين النحوين من القيود صح ان يقال للنحو الاول شروط الامر والوجوب وللنحو الثانى شروط المامور به والواجب ويمكن تقريب كلا النحوين من القيود الشرعية ببعض الامور الطبيعية العرفية مثلا شرب المسهل قبل ان يعترى الانسان مرض يستدعيه لا مصلحة فيه تدعوا الانسان اليه او الطبيب الى الامر به مطلقا نعم يمكن ان يامر به معلقا على الابتلاء بالمرض فيقول للانسان اذا مرضت بالحمى مثلا فاشرب المسهل فالمرض يكون شرطا لتحقق المصلحة فى شرب المسهل واما المنضج فهو شرط فعلية اثر المسهل ومصلحته ولهذا يترشح عليه امر غيرى من الامر النفسى المتعلق بالمسهل فيقول الطبيب للمريض اشرب المنضج اولا ثم اشرب المسهل اى وح فكل واحد من المرض وشرب الدواء والمسهل وان كان دخيلا فى مصلحة الاسهال إلّا ان دخل كل على نحو يغاير دخل الآخر من حيث كون دخل احدهما فى اصل الاحتياج واتصاف الاثر بكونه صلاحا ومصلحة مع قطع النظر عن تحققه فى الخارج وكون دخل الآخر فى وجود ما هو المتصف بالمصلحة والصلاح وتحققه فارغا عن اصل اتصافه بالوصف العنوانى المزبور ومن ذلك البيان ظهر اختلاف مثل هذين القيدين بحسب المرتبة ايضا باعتبار دخل الاول فى اتصاف الذات الوصف العنوانى والثانى فى تحقق ما هو المتصف خارجا ـ اى فارغا عن اصل الاتصاف ـ فان فى مثل ذلك لا محاله ما هو من قبيل الاول يكون فى رتبة سابقه على ما كان من قبيل الثانى من جهة انه بدونه لا يكاد يتحقق موضوع المتصف كى ينتهى الى مقام دخل قيود وجود المتصف ولذلك ايضا بدون قيود الاتصاف لا يكاد يصدق الانتفاء إلّا بنحو السلب بانتفاء الموضوع بخلافه فى فرض تحقق قيود الاتصاف اذ ح يكون انتفاء المصلحة بانتفاء قيود المحتاج اليه من قبيل السلب بانتفاء المحمول نظرا الى تحقق الاتصاف بالوصف العنوانى بمجرد تحقق قيود الاتصاف كما هو واضح ـ اذا عرفت هذه المقدمة اتضح لك وجه استحالة ترشح الامر الغيرى من الوجوب النفسى على مقدمته وشرطه وذلك لان متعلق الوجوب النفسى قبل تحقق شرطه فى الخارج لا مصلحة فيه تستدعى وجوبه والامر به واذا كان نفس الوجوب النفسى لا ملاك له قبل تحقق شرطه يستحيل ان يتحقق الوجوب الغيرى المترشح منه فى مقدمته لاستحال تحقق المعلول قبل تحقق علته ، فان قيل هذا التقريب يستلزم عدم فعلية الوجوب النفسى قبل تحقق شرطه وهو خلاف