.................................................................................................
______________________________________________________
هو الذى ذكره المحقق الاصفهانى فى النهاية ج ١ ص ٢٠٤ قد عرفت آنفا ان الحيثيات التعليلية فى الاحكام العقلية راجعة الى التقييدية ، وان الاغراض فى الاحكام العقلية عناوين لموضوعاتها ـ اى ان المقدمة اذا كانت واجبة بحكم العقل فمتعلق الوجوب الغيرى انما هو عنوان المقدمة لا ذاتها لان الجهات التعليلية فى الاحكام العقلية جهات تقييديه ضرورة ان حكم العقل باستحالة شيء لاستلزام الدور مثلا حكم باستحالة الدور حقيقة وعلى ذلك فحكم العقل بوجوب شيء لكونه مقدمة للواجب حكم بوجوب عنوان المقدمة قهرا ـ فاذا كانت مطلوبية المقدمة لا لذاتها بل لحيثية مقدميتها والتوصل بها فالمطلوب الجدى والموضوع الحقيقى للحكم العقلى نفس التوصل ومن البين ان الشيء لا يقع على صفة الوجوب ومصداقا للواجب بما هو واجب إلّا اذا اتى به عن قصد وعمد حتى فى التوصليات لان البعث تعبديا كان او توصليا لا يتعلق إلّا بالفعل الاختيارى ـ اى وبما ان متعلق الوجوب يلزم ان يكون امرا اختياريا لاستحالة جعل الداعى الى غير المقدور سواء كان الواجب تعبديا ام توصليا لا بد من ان يكون عنوان المقدمة مقصودا فى وقوع المقدمة فى الخارج على صفة الوجوب فما لم يقصد عنوان المقدمة لا تقع المقدمة فى الخارج على تلك الصفة ـ فالغسل الصادر بلا اختيار وان كان مطابقا لذات الواجب ومحصلا لغرضه لكنه لا يقع على صفة الوجوب اى مصداقا للواجب بما هو واجب بل يستحيل ان يتعلق الوجوب بمثله فكيف يكون مصداقا له فاعتبار قصد التوصل فى وقوع المقدمة على صفة الوجوب مطلقا من جهة ان المطلوب الحقيقى بحكم العقل هو التوصل وما لم يقع الواجب على وجهه المتعلق به الوجوب وهو كونه عن قصد وعمد لا يقع مصداقا للواجب الخ ومن المعلوم ان قصد عنوان المقدمة هو بنفسه عزم على اتيان الواجب النفسى وح لا يرد على ذلك محذور التفكيك بين وجوب ذى المقدمة ووجوب مقدمته فى الاطلاق والاشتراط اذا المفروض ان القيد اعنى قصد التوصل الى الواجب النفسى قيد للواجب لا للوجوب هذا ما ذكره المحقق العراقى فى البدائع ص ٣٨٧ لتوجيه هذا لقول ، واجاب عنه المحقق الماتن فى البدائع ص ٣٨٧ بقوله يرد على ذلك اولا انا لا نسلم ان الجهات التعليلية فى الاحكام العقلية جهات تقييديه لوضوح ان العقل يرى لحكمه موضوعا وعلة ولا معنى لارجاع العلة الى الموضوع بحيث يصير موضوعا للحكم نعم قد يتسامح فى التعبير بارجاعها