الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٣٠) نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ (٣١) نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (٣٢) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٣٣) وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (٣٤) وَما يُلَقَّاها إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (٣٥) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (٣٦)
والمعنى : إن الذين قالوا بكل صدق وإخلاص ربنا الله ـ تعالى ـ وحده ، لا شريك له لا في ذاته ولا في صفاته.
(ثُمَّ اسْتَقامُوا) أى : ثم ثبتوا على هذا القول ، وعملوا بما يقتضيه هذا القول من طاعة الله ـ تعالى ـ في المنشط والمكره ، وفي العسر واليسر ، ومن اقتداء برسوله صلىاللهعليهوسلم في كل أحواله.
قال صاحب الكشاف : و (ثُمَ) لتراخى الاستقامة عن الإقرار في المرتبة وفضلها عليه. لأن الاستقامة لها الشأن كله. ونحوه قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا) والمعنى : ثم ثبتوا على الإقرار ومقتضياته (١).
ولقد بين لنا النبي صلىاللهعليهوسلم أن الاستقامة على أمر الله جماع الخيرات ، ففي صحيح مسلم عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال : قلت : يا رسول الله «قل لي في الإسلام قولا لا أسأل
__________________
(١) تفسير الكشاف ج ٤ ص ١٩٨.