العزالى (١) فتصرّفه الرياح فينزل متفرّقا. وأخرج ابن جرير ، وابن الأنباري في المصاحف ، عن قتادة قال : في قراءة ابن عباس (وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ) بالرياح. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه في قوله : (وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً) قال : ملتفة. وأخرج ابن جرير عنه أيضا في الآية قال : يقول : التفّ بعضها ببعض. وأخرج ابن المنذر عنه أيضا في قوله : (وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً) قال : سراب الشمس : الآل (٢). وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضا (لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً) قال : سنين. وأخرج عبد الرزاق والفريابي وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سالم بن أبي الجعد قال : سأل عليّ بن أبي طالب هلال الهجري : ما تجدون الحقب في كتاب الله؟ قال : نجده ثمانين سنة ، كل سنة منها اثنا عشر شهرا كل شهر ثلاثون يوما كل يوم ألف سنة. وأخرج سعيد بن منصور ، والحاكم وصحّحه ، عن ابن مسعود في الآية قال : الحقب الواحد ثمانون سنة. وأخرج البزار عن أبي هريرة رفعه قال : «الحقب ثمانون سنة ، والسنة ثلاثمائة وستون يوما ، واليوم كألف سنة مما تعدّون». وأخرج عبد بن حميد عنه قال : الحقب ثمانون عاما اليوم منها كسدس الدنيا. وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه ـ قال السيوطي : بسند ضعيف ـ عن أبي أمامة عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم (لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً) قال : الحقب ألف شهر ، والشهر ثلاثون يوما ، والسنة اثنا عشر شهرا ثلاثمائة وستون يوما كل يوم منها ألف سنة مما تعدون ، فالحقب ثلاثون ألف ألف سنة. وأخرج البزار وابن مردويه والديلمي عن ابن عمر عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «والله لا يخرج من النار من دخلها حتى يمكث فيها أحقابا ، والحقب بضع وثمانون سنة ، كل سنة ثلاثمائة وستون يوما ، واليوم ألف سنة مما تعدّون». قال ابن عمر : فلا يتكلنّ أحد أنه يخرج من النار. وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن عبد الله بن عمرو قال : الحقب الواحد ثمانون سنة. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس مثله. وأخرج ابن مردويه عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الحقب أربعون سنة». وأخرج ابن جرير عن خالد بن معدان في قوله : (لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً) وقوله : (إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ) إنهما في أهل التوحيد من أهل القبلة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال : زمهرير جهنم يكون لهم من العذاب ؛ لأن الله يقول : (لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً). وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم «في قوله : (لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً إِلَّا حَمِيماً) قال : قد انتهى حرّه (وَغَسَّاقاً) قد انتهى برده ، وإن الرجل إذا أدني الإناء من فيه سقط فروة وجهه ، حتى يبقى عظاما تقعقع». وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس (جَزاءً وِفاقاً) قال : وافق أعمالهم. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عبد الله ابن عمرو قال : ما أنزلت على أهل النار آية قط أشدّ منها (فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذاباً) فهم في مزيد من عذاب الله أبدا.
__________________
(١). العزالى : جمع عزلاء ، وهي مصب الماء من الراوية ونحوها.
(٢). في لسان العرب : الآل : هو الّذي يكون ضحى كالماء بين السماء والأرض.