قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة ، فيجيء القاتل فيقول : في هذا قتلت ، ويجيء القاطع فيقول : في هذا قطعت رحمي ، ويجيء السارق فيقول : في هذا قطعت يدي ، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا». وأخرج أحمد وعبد بن حميد ، والترمذي وصحّحه ، والنسائي وابن جرير وابن المنذر ، والحاكم وصحّحه ، وابن مردويه ، والبيهقي في الشعب ، عن أبي هريرة قال : «قرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها) فقال : أتدرون ما أخبارها؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها ، تقول : عمل كذا وكذا ، فهذا أخبارها». وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن أنس أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إنّ الأرض لتجيء يوم القيامة بكل عمل على ظهرها ، وقرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها) حتى بلغ (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها)». وأخرج الطبراني عن ربيعة الحرشي أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «تحفظوا من الأرض فإنها أمّكم ، وإنه ليس من أحد عامل عليها خيرا أو شرّا إلا وهي مخبرة». وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، والطبراني في الأوسط ، والحاكم في تاريخه ، وابن مردويه ، والبيهقي في الشعب ، عن أنس قال : «بينما أبو بكر الصديق يأكل مع النبي صلىاللهعليهوسلم إذ نزلت عليه : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ـ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) فرفع أبو بكر يده وقال : يا رسول الله إني لراء ما عملت من مثقال ذرّة من شرّ ، فقال : يا أبا بكر أرأيت ما ترى في الدنيا مما تكره فبمثاقيل ذرّ الشرّ ويدخر لك مثاقيل ذرّ الخير حتى توفاه يوم القيامة». وأخرج إسحاق بن راهويه وعبد بن حميد والحاكم وابن مردويه عن أبي أسماء قال : «بينما أبو بكر يتغدّى مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذ نزلت هذه الآية : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ـ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) فأمسك أبو بكر وقال : يا رسول الله ما عملنا من شرّ رأيناه ، فقال : ما ترون مما تكرهون فذاك مما تجزون ويؤخر الخير لأهله في الآخرة». وأخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن عبد الله بن عمر بن العاص قال : «أنزلت إذا زلزلت الأرض زلزالها وأبو بكر الصديق قاعد فبكى ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما يبكيك يا أبا بكر؟ قال : يبكيني هذه السورة ، فقال : لو لا أنكم تخطئون وتذنبون فيغفر لكم خلق الله قوما يخطئون ويذنبون فيغفر لهم». وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «الخيل لثلاثة : لرجل أجر ، ولرجل ستر ، وعلى رجل وزر» الحديث. وقال : «وسئل عن الحمر فقال : ما أنزل عليّ فيها إلا هذه الآية الجامعة الفاذة (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ـ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)».
* * *