(فَانْظُرْ) يا محمد (كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ) عقوبة مكرهم بصالح (أَنَّا دَمَّرْناهُمْ) أهلكناهم بالحجارة (وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (٥١)) وأهلكنا قومهم أجمعين (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً) خالية ساقطة (بِما ظَلَمُوا) أشركوا (إِنَّ فِي ذلِكَ) فيما فعلنا بهم (لَآيَةً) لعلامة وعبرة (لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٥٢)) يصدقون ما فعل بهم (وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا) بصالح (وَكانُوا يَتَّقُونَ (٥٣)) الكفر والشرك والفواحش وقتل الناقة (وَلُوطاً) أرسلنا لوطا إلى قومه (إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ) اللواط (وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (٥٤)) تعلمون أنها فاحشة (أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ) أدبار الرجال (شَهْوَةً) اشتهاء لكم (مِنْ دُونِ النِّساءِ) من فروج النساء (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (٥٥)) أمر الله (فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ) فلم يكن جواب قومه (إِلَّا أَنْ قالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ) لوطا وابنتيه زعورا وريتا (مِنْ قَرْيَتِكُمْ) سدوم (إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ (٥٦)) يتنزهون عن أدبار الرجال (فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ) ابنتيه (إِلَّا امْرَأَتَهُ) المنافقة (قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ (٥٧)) يقول : قدرنا عليها أن تكون من المتخلفين بالهلاك (وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ) على شذاذهم ومسافريهم (مَطَراً) حجارة (فَساءَ) فبئس (مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (٥٨)) من أنذرهم لوط فلم يؤمنوا (قُلِ) يا محمد (الْحَمْدُ لِلَّهِ) الشكر والمنة لله على هلاكهم (وَسَلامٌ) سعادة وسلامة (عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى) اختارهم الله بالنبوة ، ويقال : اصطفاهم الله بالإسلام ، وهم أمة محمد صلىاللهعليهوسلم (آللهُ خَيْرٌ) قل يا محمد لأهل مكة : أعبادة الله أفضل (أَمَّا يُشْرِكُونَ (٥٩)) أم عبادة ما يشركون بالله من الأوثان (أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً) مطرا (فَأَنْبَتْنا بِهِ) بالمطر (حَدائِقَ) بساتين ما أحيط عليها من النخل والشجر (ذاتَ بَهْجَةٍ) ذات منظر حسن (ما كانَ لَكُمْ) مقدرة (أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها) شجر البساتين (أَإِلهٌ مَعَ اللهِ) سوى الله فعل ذلك (بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (٦٠)) به الأصنام.
(أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً أَإِلهٌ مَعَ اللهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٦١) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (٦٢) أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلهٌ مَعَ اللهِ تَعالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٣) أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ