نادينا أمتك (وَلكِنْ) علمناك وأرسلناك (رَحْمَةً) نعمة ومنة (١)(مِنْ رَبِّكَ) إذ أرسل إليك جبريل بالقرآن بأخبار الأمم (لِتُنْذِرَ قَوْماً) لكى تخوف قوما بالقرآن (ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ) لم يأتهم رسول مخوف (مِنْ قَبْلِكَ) يعنى قريشا (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٤٦)) لكى يتعظوا فيؤمنوا (وَلَوْ لا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ) ولو لا أن يصيب قريشا عذاب يوم القيامة (بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) بما اكتسبوا فى كفرهم (فَيَقُولُوا) عند نزول العذاب بهم يوم القيامة (رَبَّنا) يا ربنا (لَوْ لا) هلا (أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً) مع الكتاب (فَنَتَّبِعَ آياتِكَ) كتابك ورسولك (وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٤٧)) بالكتاب والرسول لأهلكناهم قبلك ولكن أرسلناك إليهم بالقرآن لكى لا يكون لهم حجة علينا (فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُ) محمد صلىاللهعليهوسلم بالقرآن (مِنْ عِنْدِنا قالُوا) كفار مكة (لَوْ لا أُوتِيَ) هلا أعطى محمد ، يعنى اليد والعصا والمن والسلوى والقرآن ، جملة (مِثْلَ ما أُوتِيَ) أعطى (مُوسى) بزعمه (أَوَلَمْ يَكْفُرُوا) كفار مكة (بِما أُوتِيَ مُوسى) أعطى موسى (مِنْ قَبْلُ) من قبل محمد صلىاللهعليهوسلم يعنى التوراة (قالُوا) كفار مكة (سِحْرانِ) يعنى التوراة والقرآن (تَظاهَرا) تعاونا (وَقالُوا) كفار مكة (إِنَّا بِكُلٍ) بالتوراة والقرآن (كافِرُونَ (٤٨)) جاحدون (قُلْ) لهم يا محمد (فَأْتُوا بِكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللهِ هُوَ أَهْدى) أصوب (مِنْهُما) من التوراة والقرآن (أَتَّبِعْهُ) أعمل به (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٤٩)) أن التوراة والقرآن سحران تظاهرا فلم يقدروا أن يأتوا ، قال الله : (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ) فإن لم يجيبوك الظلمة بما سألتهم (فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ) بالكفر والشرك وعبادة الأوثان (وَمَنْ أَضَلُ) أكفر عن الحق والهدى (مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ) بالكفر والشرك وعبادة الأوثان (بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ) بغير حجة وبيان من الله (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي) لا يرشد إلى دينه (الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٥٠)) المشركين أبا جهل وأصحابه.
(وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٥١) الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (٥٢) وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ قالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (٥٣) أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ
__________________
(١) انظر : مشكل ابن قتيبة (٢ / ١٦٣) والتبيان للعكبرى (٢ / ١٧٨) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٧ / ٦٢٣).