يُنْفِقُونَ (٥٤) وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقالُوا لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ (٥٥) إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (٥٦) وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٥٧) وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَها فَتِلْكَ مَساكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوارِثِينَ (٥٨) وَما كانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّها رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا وَما كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرى إِلاَّ وَأَهْلُها ظالِمُونَ (٥٩) وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى أَفَلا تَعْقِلُونَ (٦٠))
(وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ) بينا لهم بالقول بالتوحيد (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٥١)) لكى يتعظوا بالقرآن فيؤمنوا (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) أعطيناهم علم التوراة (مِنْ قَبْلِهِ) من قبل مجئ محمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن ، يعنى عبد الله بن سلام وأصحابه نحو أربعين رجلا منهم من جاء من الشام ومنهم من جاء من اليمن (هُمْ بِهِ) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (يُؤْمِنُونَ (٥٢)) يوقنون (وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ) يقرأ عليهم القرآن بنعت محمد صلىاللهعليهوسلم وأصحابه وصفتهم (قالُوا آمَنَّا بِهِ) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ) من قبل قراءة القرآن علينا (مُسْلِمِينَ (٥٣)) مقرين بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (أُولئِكَ) أهل هذه الصفة (يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ) يعطون ثوابهم ضعفين (بِما صَبَرُوا) على أذى الكفار وطعنهم متى بينوا صفة محمد صلىاللهعليهوسلم ونعته فى كتابهم ودخلوا فى دين محمد صلىاللهعليهوسلم (وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ) يدفعون بالكلام الحسن بلا إله إلا الله الكلام القبيح الشرك من غيرهم (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ) أعطيناهم من الأموال (يُنْفِقُونَ (٥٤)) يتصدقون (وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ) الباطل ، يعنى طعنة الكفار عليهم (أَعْرَضُوا عَنْهُ) كراما (وَقالُوا) معروفا (لَنا أَعْمالُنا) عبادة الله ودين الإسلام (وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ) عليكم أعمالكم عبادة الأوثان ، ودين الشيطان الشرك بالله (سَلامٌ عَلَيْكُمْ) هداكم الله (لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ (٥٥)) لا نطلب دين المشركين بالله (إِنَّكَ) يا محمد (لا تَهْدِي) لا تعرف (مَنْ أَحْبَبْتَ) إيمانه ، يعنى أبا طالب (وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي) يوفق ويرشد ويعرف (مَنْ يَشاءُ) لدينه أبا بكر وعمر ، رضوان الله عليهم ، وأصحابهما (وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (٥٦)) لدينه (وَقالُوا) حارث بن عمرو النوفلى وأصحابه (إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى) التوحيد (مَعَكَ) يا محمد (نُتَخَطَّفْ)