نطرد (مِنْ أَرْضِنا) مكة (أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ) ننزلهم ونجعل لهم (حَرَماً آمِناً) من أن يهاج فيه (يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ) يحمل إليه ألوان كل شىء من الثمرات (رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا) طعاما لهم من عندنا فكيف أسلط عليهم الكفار إن آمنوا (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٥٧)) ذلك ولا يصدقون (وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ) من أهل قرية (بَطِرَتْ مَعِيشَتَها) كفرت بمعيشتها (فَتِلْكَ مَساكِنُهُمْ) منازلهم (لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ) من بعد هلاكهم (إِلَّا قَلِيلاً) منها يمكنها المسافرون وسائرها خراب (وَكُنَّا نَحْنُ الْوارِثِينَ (٥٨)) المالكين على ما ملكوا وتركوا بعد هلاكهم (وَما كانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى) أهل القرى (حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّها) فى أعظمها مكة ، ويقال : إلى عظمائها وكبرائها (رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا) بالأمر والنهى (وَما كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرى) أهل القرى (إِلَّا وَأَهْلُها ظالِمُونَ (٥٩)) مشركون (وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ) ما أعطيتم من المال والخدم يا معشر قريش (فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) كمتاع الحياة الدنيا الخزف والزجاج (وَزِينَتُها) زهرتها لا تبقى هذه الزهرة (وَما عِنْدَ اللهِ) لمحمد وأصحابه فى الجنة (خَيْرٌ) أفضل (وَأَبْقى) أدوم مما لكم فى الدنيا (أَفَلا تَعْقِلُونَ (٦٠)) أفليس لكم ذهن الإنسانية أن الدنيا فانية والآخرة باقية.
(أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (٦١) وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٦٢) قالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا أَغْوَيْناهُمْ كَما غَوَيْنا تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ (٦٣) وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذابَ لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ (٦٤) وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ ما ذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ (٦٥) فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ (٦٦) فَأَمَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَعَسى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ (٦٧) وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٨) وَرَبُّكَ يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ (٦٩) وَهُوَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٧٠))
(أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً) يعنى الجنة وهو محمد صلىاللهعليهوسلم وأصحابه ، ويقال : هو عثمان بن عفان (فَهُوَ لاقِيهِ) معاينه فى الآخرة (كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا) أعطيناه المال والخدم فى الدنيا ، يعنى أبا جهل بن هشام (ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (٦١)) من المقربين فى النار (وَيَوْمَ) وهو يوم القيامة (يُنادِيهِمْ) الله ،