فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٧٥) إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (٧٦) وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (٧٧) قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (٧٨) فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (٧٩) وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً وَلا يُلَقَّاها إِلاَّ الصَّابِرُونَ (٨٠))
(قُلْ) لهم يا محمد (أَرَأَيْتُمْ) ما تقولون يا معشر الكفار (إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ) إن ترك الله عليكم الليل مظلما (سَرْمَداً) دائما (إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) لا نهار فيه (مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ) سوى الله (يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ) بنهار (أَفَلا تَسْمَعُونَ (٧١)) تطيعون من جعل لكم الليل والنهار (قُلْ) لهم يا محمد أيضا (أَرَأَيْتُمْ) ما تقولون (إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ) إن ترك الله عليكم (النَّهارَ سَرْمَداً) دائما (إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) لا ليل فيه (مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ) سوى الله (يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ) تستقرون فيه (أَفَلا تُبْصِرُونَ (٧٢)) أفلا تصدقون من جعل لكم الليل والنهار (وَمِنْ رَحْمَتِهِ) نعمته (جَعَلَ لَكُمُ) خلق لكم (اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ) لتستقروا فى الليل (وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) لكى تطلبوا بالنهار فضله بالعلم والعبادة (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٧٣)) لكى تشكروا نعمته عليكم بالليل والنهار (وَيَوْمَ) وهو يوم القيامة (يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٧٤)) تقولون أنهم شركائى (وَنَزَعْنا) أخرجنا (مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً) نبيا يشهد عليهم بالبلاغ وهو نبيهم الذى كان فيهم فى الدنيا (فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ) حجتكم لماذا رددتم على الرسل (فَعَلِمُوا) علم كل أمة (أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ) أن عبادة الله ودين الله الحق ، وأن القضاء فيهم لله (وَضَلَّ عَنْهُمْ) اشتغل عنهم بأنفسهم (ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٧٥)) يعبدون بالكذب (إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى) ابن عم موسى (فَبَغى عَلَيْهِمْ) فتطاول على موسى وهارون وقومهما ، فقال : لموسى الرسالة ، ولهارون الحبورة ، ولست فى شىء لا أرضى بهذا ورد على موسى نبوته