(وَآتَيْناهُ) أعطيناه (مِنَ الْكُنُوزِ) يعنى الأموال (ما إِنَّ مَفاتِحَهُ) مفاتيح خزائنه (لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ) لتثقل بالجماعة (١)(أُولِي الْقُوَّةِ) ذوى القوة وهم أربعون رجلا يحملون مفاتيح خزائنه (إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ) قوم موسى (لا تَفْرَحْ) لا تبطر بالمال وتشرك (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (٧٦)) البطرين فى المال (وَابْتَغِ) اطلب (فِيما آتاكَ اللهُ) بما أعطاك الله من المال (الدَّارَ الْآخِرَةَ) يعنى الجنة (وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا) لا تترك نصيبك من الآخرة بنصيبك من الدنيا ، ويقال : لا تنقص نصيبك من الدنيا بما أنفقت وأعطيت للآخرة (وَأَحْسِنْ) إلى الفقراء والمساكين (كَما أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ) بالمال (وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ) لا تعمل بالمعاصى وخلاف أمر الرسول موسى ، عليهالسلام (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (٧٧)) بالمعاصى (قالَ) قارون (إِنَّما أُوتِيتُهُ) أعطيت هذا المال الذى أعطيت (عَلى عِلْمٍ عِنْدِي) على ما علم الله أنى أهل لذلك ، ويقال : يصنع الذهب بالكيمياء (أَوَلَمْ يَعْلَمْ) قارون (أَنَّ اللهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ) الماضية (مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً) بالبدن (وَأَكْثَرُ جَمْعاً) مالا ورجالا (وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (٧٨)) المشركون يوم القيامة كل معروف بسيماه (فَخَرَجَ) قارون (عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ) التى كانت له من الخيل والبغال والغلمان والجوارى وحلى الذهب والفضة وألون السلاح والثياب (قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا) وهم الراغبون (يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ) أعطى (قارُونُ) من المال (إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (٧٩)) نصيب كبير (وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) أعطوا علم الزهد والتوكل وهم الزاهدون ، قالوا للراغبين (وَيْلَكُمْ) ضيق الله عليكم الدنيا (ثَوابُ اللهِ خَيْرٌ) فى الجنة أفضل (لِمَنْ آمَنَ) بالله وبموسى (وَعَمِلَ صالِحاً) خالصا فيما بينه وبين ربه (وَلا يُلَقَّاها) لا يعطى الجنة (إِلَّا الصَّابِرُونَ (٨٠)) على أمر الله والمرازى ، ويقال : لا يوفق للكلمة الطيبة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
(فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ (٨١) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ (٨٢)
__________________
(١) انظر : زاد المسير (٣ / ٢٣٧) ، والنكت والعيون للماوردى (٣ / ٢٣٧) ، وتفسير القرطبى (١٣ / ٣١٢).