تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (٨٣) مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٨٤) إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جاءَ بِالْهُدى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٨٥) وَما كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ (٨٦) وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٨٧) وَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٨٨))
(فَخَسَفْنا بِهِ) بقارون (وَبِدارِهِ) وبمنزله (الْأَرْضَ) غارت به الأرض (فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ) من جماعة وجند (يَنْصُرُونَهُ) يمنعونه (مِنْ دُونِ اللهِ) من عذاب الله حين نزل به (وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ (٨١)) الممتنعين بنفسه من عذاب الله (وَأَصْبَحَ) صار (الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ) قدره ومنزلته وماله (بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ) بعضهم لبعض (وَيْكَأَنَّ اللهَ) ليس كما قال قارون إن هذا المال بصنعى ولكن الله (يَبْسُطُ) يوسع (الرِّزْقَ) المال (لِمَنْ يَشاءُ) على من يشاء (مِنْ عِبادِهِ) وهو مكر منه كما كان لقارون (وَيَقْدِرُ) يقتر على من يشاء وهو نظر منه (لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا) فمنع عنا ما أعطاه (لَخَسَفَ بِنا) غارت بنا الأرض كما خسف بقارون (وَيْكَأَنَّهُ) وأنه والياء والكاف صلة فى الكلام (١) لكنه (لا يُفْلِحُ) لا ينجو ولا يأمن (الْكافِرُونَ (٨٢)) من عذاب الله (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ) الجنة (نَجْعَلُها) نعطيها (لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا) عتوا وتكبرا (فِي الْأَرْضِ) بالمال (وَلا فَساداً) بالنقش والتصاوير والمعاصى (وَالْعاقِبَةُ) الجنة (لِلْمُتَّقِينَ (٨٣)) الكفر والشرك والعلوا والفساد فى الأرض.
(مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ) بلا إله إلا الله مخلصا بها (فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) فله خيره كله منها (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ) بالشرك بالله (فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ) فى الشرك بالله (إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٨٤)) النار (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ) نزل عليك جبريل بالقرآن (لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) إلى مكة ، ويقال : الجنة (قُلْ) يا محمد
__________________
(١) انظر : يقف أبو عمرو على (ويك) ويبتدى ب (إِنَّ). انظر : القطع والائتناف للنحاس ، وبتحقيقنا ط دار الكتب العلمية بيروت ، والنشر فى القراءات العشر (٢ / ١٥١) ، والمجاز لأبى عبيدة (٢ / ١١٢) ، والتبيان للعكبرى (٢ / ١٨٠) ، وزاد المسير (٦ / ٢٤٦).