(مُنِيبِينَ إِلَيْهِ) مقبلين إليه بالدعاء (ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ) أصابهم (مِنْهُ) من الله (رَحْمَةً) نعمة (إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ) يعنى الكفار (بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (٣٣)) الأصنام (لِيَكْفُرُوا) يكفروا (بِما آتَيْناهُمْ) أعطيناهم من النعمة (فَتَمَتَّعُوا) فعيشوا يا أهل مكة فى الدنيا (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣٤)) ما ذا يفعل بكم فى الآخرة (أَمْ أَنْزَلْنا) هل أنزلنا (عَلَيْهِمْ) على أهل مكة (سُلْطاناً) كتابا فيه العذر والبرهان من السماء (فَهُوَ يَتَكَلَّمُ) يشهد وينطق (بِما كانُوا بِهِ) بالله (يُشْرِكُونَ (٣٥)) أن الله أمرهم بذلك (وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ) أصبنا كفار مكة ب (رَحْمَةً) نعمة (فَرِحُوا بِها) أى أعجبوا بها غير شاكرين بها (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ) شدة ضيق وقحط ومرض (بِما قَدَّمَتْ) بما عملت (أَيْدِيهِمْ) فى الشرك (إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ (٣٦)) ييأسون من رحمة الله غير صابرين بها.
(أَوَلَمْ يَرَوْا) يخبروا فى الكتاب كفار مكة (أَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ) يوسع المال (لِمَنْ يَشاءُ) على من يشاء وهو مكر منه (وَيَقْدِرُ) يقتر على من يشاء وهو نظر منه (إِنَّ فِي ذلِكَ) فيما ذكرت من البسط والتقتير (لَآياتٍ) لعلامات وعبرا (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٣٧)) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (فَآتِ ذَا الْقُرْبى) فأعط يا محمد ذا القربى فى الرحم (حَقَّهُ) صلته (وَالْمِسْكِينَ) أعط المسكين الكسوة والطعام (وَابْنَ السَّبِيلِ) أكرم الضيف النازل بك ثلاثة أيام ، فما فوق ذلك ، فهو صدقة معروف (ذلِكَ) الذى ذكرت من الصلة والعطية والإكرام (خَيْرٌ) ثواب وكرامة فى الآخرة (لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ) بعطيتهم (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٣٨)) الناجون من السخط والعذاب (وَما آتَيْتُمْ) أعطيتم (مِنْ رِباً) من عطية (لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ) لتكثروا أموالكم بأموال الناس ، يقول : ليعطوا أكثر وأفضل مما تعطون (فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللهِ) فلا يكثر عند الله بالتضعيف ولا يقبلها فإنها ليست لله (وَما آتَيْتُمْ) أعطيتم (مِنْ زَكاةٍ) من صدقة إلى المساكين (تُرِيدُونَ) بذلك (وَجْهَ اللهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (٣٩)) فأولئك هم الذين أضعفت صدقاتهم فى الآخرة وأكثرت أموالهم فى الدنيا بالحفظ والبركة (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ) نسما فى بطون أمهاتكم ثم أخرجكم وفيكم الروح (ثُمَّ رَزَقَكُمْ) الطيبات من الرزق إلى الموت (ثُمَّ يُمِيتُكُمْ) عند انقضاء مدتكم (ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) للبعث بعد الموت (هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ) من آلهتكم يا أهل مكة (مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ) من يقدر أن يفعل