مِنَ اللهِ فَضْلاً كَبِيراً (٤٧) وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ وَدَعْ أَذاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (٤٨) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَراحاً جَمِيلاً (٤٩) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللاَّتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَما مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللهُ عَلَيْكَ وَبَناتِ عَمِّكَ وَبَناتِ عَمَّاتِكَ وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ خالاتِكَ اللاَّتِي هاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ فِي أَزْواجِهِمْ وَما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (٥٠))
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد والقرآن (اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً (٤١)) باللسان والقلب عند المعصية والطاعة (وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٤٢)) صلوا لله غدوة وعشيا (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ) يغفر لكم (وَمَلائِكَتُهُ) يستغفرون لكم (لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) وقد أخرجكم من الكفر إلى الإيمان (وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً (٤٣)) رفيقا (تَحِيَّتُهُمْ) تحية المؤمنين (يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ) يلقون الله (سَلامٌ) من الله وتسلم عليهم الملائكة عند أبواب الجنة (وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً (٤٤)) ثوابا حسنا فى الجنة (يا أَيُّهَا النَّبِيُ) يعنى محمدا صلىاللهعليهوسلم (إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً) على أمتك بالبلاغ (وَمُبَشِّراً) بالجنة لمن آمن بالله (وَنَذِيراً (٤٥)) من النار لمن كفر به (وَداعِياً إِلَى اللهِ) إلى دين الله وطاعته (بِإِذْنِهِ) بأمره (وَسِراجاً مُنِيراً (٤٦)) مضيئا يقتدى بك ، فلما نزل قوله : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ) قال المؤمنون : هنيئا لك يا رسول الله ، بالمغفرة فما لنا عند الله ، فقال الله : (وَبَشِّرِ) يا محمد (الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللهِ فَضْلاً كَبِيراً (٤٧)) ثوابا عظيما فى الجنة.
ثم رجع إلى أول السورة ، فقال : (وَلا تُطِعِ) يا محمد (الْكافِرِينَ) من أهل مكة أبا سفيان وأصحابه (وَالْمُنْفِقِينَ) من أهل المدينة عبد الله بن أبى وصاحبيه (وَدَعْ أَذاهُمْ) ولا تقتلهم يا محمد (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) ثق بالله (وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (٤٨)) كفيلا فيما وعد لك من النصرة ، ويقال : حفيظا (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ) أى إذا تزوجتم (الْمُؤْمِناتِ) ولم تسموا مهورهن (ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَ) تجامعوهن (فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها) بالشهور أو الحيض