(عَنِ الْهُدى) عن الإيمان (بَعْدَ إِذْ جاءَكُمْ) محمد به (بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ (٣٢)) قبل مجىء محمد إليكم.
(وَقالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا) قهروا (لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) تعظموا وهم القادة (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) قولكم لنا بالليل والنهار (إِذْ تَأْمُرُونَنا) إذا أمرتمونا (أَنْ نَكْفُرَ بِاللهِ) وبمحمد والقرآن (وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْداداً) أعدالا وأشكالا (وَأَسَرُّوا) أخفوا (النَّدامَةَ) القادة من السفلة ، ويقال : أظهروا الندامة القادة ، والسفلة (لَمَّا) حين (رَأَوُا الْعَذابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلالَ فِي أَعْناقِ الَّذِينَ كَفَرُوا) بمحمد والقرآن ، يقولون : غلت أيديهم إلى أعناقهم (هَلْ يُجْزَوْنَ) يوم القيامة (إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٣٣)) إلا بما كانوا يعملون ويقولون (وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ) إلى أهل قرية (مِنْ نَذِيرٍ) من رسول مخوف (إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها) جبابرتها وأغنياؤها (إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (٣٤)) جاحدون (وَقالُوا) للرسل (نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالاً وَأَوْلاداً) منكم (وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (٣٥)) بديننا هذا مع هذه الأموال ، وهكذا قال كفار مكة لمحمد صلىاللهعليهوسلم.
قل الله : (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ) يوسع المال (لِمَنْ يَشاءُ) وهو يكثر منه (وَيَقْدِرُ) ويقتر على من يشاء وهو نظر منه (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ) أهل مكة (لا يَعْلَمُونَ (٣٦)) ذلك ولا يصدقون به ، (وَما أَمْوالُكُمْ) وكثرة أموالكم (وَلا أَوْلادُكُمْ) كثرة أولادكم يا أهل مكة (بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى) قربى فى الدرجات (إِلَّا مَنْ آمَنَ) ولكن إيمان من آمن بالله (وَعَمِلَ صالِحاً) خالصا فيما بينه وبين ربه يقربه إلى الله ، (فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ) فى الحساب (بِما عَمِلُوا) فى إيمانهم (وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ (٣٧)) من الزوال والموت (وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آياتِنا) يكذبون بآياتنا بمحمد والقرآن (مُعاجِزِينَ) ليسوا بفائتين من عذابنا (أُولئِكَ فِي الْعَذابِ) فى النار (مُحْضَرُونَ (٣٨)) معذبون.
(قُلْ) لهم يا محمد (إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ) يوسع المال على من يشاء من عباده ، وهو مكر منه (مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ) يقتر له ، وهو نظر منه (وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ) فى سبيل الله (فَهُوَ يُخْلِفُهُ) فى الدنيا بالمال ، وفى الآخرة بالحسنات (وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (٣٩)) أفضل المخلفين والمعطين (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ) يعنى بنى مليح والملائكة (جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ (٤٠)) بأمركم.