بتآمرهم على محمد صلىاللهعليهوسلم فى دار الندوة (وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ) فتهيج وترفع (سَحاباً فَسُقْناهُ) بالمطر (إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ) إلى مكان لا نبات فيه (فَأَحْيَيْنا بِهِ) بالمطر (الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) قحطها وبؤسها (كَذلِكَ النُّشُورُ (٩)) وكذلك تحيون وتنشرون وتخرجون من القبور (مَنْ كانَ يُرِيدُ) أن يعلم أن (الْعِزَّةَ) والقدرة والمنعة لمن (فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ) والقدرة والمنعة (جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) صوت الكلم الطيب لا إله إلا الله ، (وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) بتقبله بالكلم الطيب (وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ) يشركون بالله ، ويقال : يصنعون فى هلاك محمد صلىاللهعليهوسلم فى دار الندوة أن يحبسوه سجنا ، أو يطردوه طردا ، أو يقتلوه جميعا (١)(لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ) أشد ما يكون (وَمَكْرُ أُولئِكَ) صنع أولئك (هُوَ يَبُورُ (١٠)) يفسد ويهلك ، وهو أبو جهل وأصحابه ، ويقال : نزلت هذه الآية فى أهل الربا.
(وَاللهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (١١) وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٢) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (١٣) إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (١٤) يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (١٥) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (١٦) وَما ذلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ (١٧) وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ (١٨) وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ (١٩) وَلا الظُّلُماتُ وَلا النُّورُ (٢٠) وَاللهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ) من آدم وآدم من تراب (ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ) آبائكم (ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً) أصناما (وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى) من الحوامل (وَلا تَضَعُ)
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٢٢ / ٨١) ، وزاد المسير (٦ / ٤٧٩) ، والدر المنثور (٥ / ٢٤٦).