به (١) ، (لِتُنْذِرَ) لتخوف (قَوْماً) قريشا (ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ) ويقال : لم ينذر آباؤهم قبلك رسول (فَهُمْ غافِلُونَ (٦)) عن أمر الآخرة جاحدون بها (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ) وجب القول بالسخطة والعذاب (عَلى أَكْثَرِهِمْ) على أكثر أهل مكة أبى جهل وأصحابه (فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٧)) بدين الله ولا يريدون أن يؤمنوا ، فلم يؤمنوا ، وقتلوا يوم بدر على الكثرة.
(إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ) فى أيمانهم (أَغْلالاً) من حديد (فَهِيَ) مغلولة مردودة (إِلَى الْأَذْقانِ) إلى اللحى مغلولون ، ويقال : جعلنا أيمانهم إلى الأذقان حيث أرادوا أن يرجموا النبى صلىاللهعليهوسلم بالحجارة فى الصلاة (فَهُمْ مُقْمَحُونَ (٨)) مغلولون من كل خير محرمون (وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ) من أمر الآخرة (سَدًّا) غطاء (وَمِنْ خَلْفِهِمْ) من أمر الدنيا (سَدًّا) غطاء (فَأَغْشَيْناهُمْ) أغشينا أبصارهم ، أى إبصار قلوبهم (فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (٩)) بالحق والهدى ، ويقال : جعلنا من بين أيديهم سدا سترا حيث رأوا أن يرجموا النبى صلىاللهعليهوسلم بالحجارة ، فلم يبصروه ، ومن خلفهم سدا ، سترا حتى لا يبصروا أصحابه ، فأغشيناهم ، أغشينا أبصارهم فهم لا يبصرون النبى صلىاللهعليهوسلم فيؤذنه (وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ) على بنى مخزوم أبى جهل وأصحابه (أَأَنْذَرْتَهُمْ) خوفتهم بالقرآن (أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ) تخوفهم (لا يُؤْمِنُونَ (١٠)) لا يريدون أن يؤمنوا ، فلم يؤمنوا وقتول يوم بدر فنزل من قوله : (إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً) إلى هاهنا فى شأن أبى جهل ، والوليد وأصحابهما.
(إِنَّما تُنْذِرُ) يقول : إنذراك يا محمد بالقرآن (مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ) يعنى القرآن وعمل به مثل أبى بكر وأصحابه (وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ) عمل للرجمن وهو لا يراه ، (فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ) لذنوبه فى الدنيا (وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (١١)) ثواب حسن فى الجنة (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى) للبعث (وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا) ونحفظ عليهم ما أسلفوا من الخير والشر (وَآثارَهُمْ) ما تركوا من سنة صالحة فعمل بها بعد موتهم ، أو سنة سيئة ، فعمل بها بعد موتهم (وَكُلَّ شَيْءٍ) من أعمالهم (أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ (١٢)) كتبناه فى اللوح المحفوظ (وَاضْرِبْ لَهُمْ) بين لأهل مكة (مَثَلاً) مثل (أَصْحابَ الْقَرْيَةِ) صفة أهل أنطاكية كيف أهلكناهم (٢)(إِذْ جاءَهَا
__________________
(١) انظر : السبعة لابن مجاهد (٥٣٩) ، والبحر المحيط (٧ / ٣٢٣) ، وتفسير الطبرى (٢٢ / ٩٧).
(٢) انظر قصة أصحاب القرية فى : تفسير الطبرى (٢٢ / ١٠١) ، وزاد المسير (٧ / ١٠) ، والدر المنثور