النار (طَلْعُها) ثمرها (كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ (٦٥)) رؤوس الحيات أمثال رؤوس الشياطين تكون نحو اليمن (فَإِنَّهُمْ) يعنى أهل مكة وسائر الكفار (لَآكِلُونَ مِنْها) من الزقوم (فَمالِؤُنَ مِنْهَا) من الزقوم (الْبُطُونَ (٦٦) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْها) من الزقوم (لَشَوْباً) خلطا (مِنْ حَمِيمٍ (٦٧)) من ماء حارّ قد انتهى حرّه.
(ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ) منقلبهم (لَإِلَى الْجَحِيمِ (٦٨)) إلى وسط النار (إِنَّهُمْ أَلْفَوْا) وجدوا فى الدنيا (آباءَهُمْ ضالِّينَ (٦٩)) عن الحق والهدى (فَهُمْ عَلى آثارِهِمْ) على دينهم (يُهْرَعُونَ (٧٠)) يسرعون ويمشون ويعملون عملهم (١) ، (وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ) قبل قومك يا محمد (أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (٧١)) من الأمم الماضية (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا فِيهِمْ) إليهم (مُنْذِرِينَ (٧٢)) رسلا مخوفين لهم فلم يؤمنوا فأهلكناهم (فَانْظُرْ) يا محمد (كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ) جزاء (الْمُنْذَرِينَ (٧٣)) لمن أنذرتهم الرسل فلم يؤمنوا (إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (٧٤)) المعصومين من الكفر والشرك ، ويقال : المخلص بالعبادة والتوحيد إن قرأت بخفض اللام ، فإنهم لم يكذبوهم ونهلكهم.
(وَلَقَدْ نادانا نُوحٌ) دعا نوح على قومه (فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (٧٥)) بهلاك قومه (وَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ) ومن آمن به (مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (٧٦)) يعنى الغرق (وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ (٧٧)) إلى يوم القيامة ، وكان له ثلاثة بنين : سام ، وحام ، ويافث ، فأما سام فهو أبو العرب ، ومن فى جزائرهم ، وأما حام فهو أبو الحبش والسند والبربر ، وأما يافث فهو أبو سائر الناس (٢) ، (وَتَرَكْنا عَلَيْهِ) على نوح ثناء حسنا (فِي الْآخِرِينَ (٧٨)) الباقين بعده (سَلامٌ عَلى نُوحٍ) سلامة وسعادة منا على نوح (فِي الْعالَمِينَ (٧٩)) من بين العالمين فى زمانه لنا (إِنَّا كَذلِكَ) هكذا (نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٨٠)) بالقول والفعل ، بالثناء الحسن والنجاة (إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (٨١)) المصدقين (ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (٨٢)) الباقين بعده (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ) من شيعة نوح ، ويقال : من شيعة محمد صلىاللهعليهوسلم (لَإِبْراهِيمَ (٨٣)) يقول : كان إبراهيم على دين نوح ومنهاجه.
(إِذْ جاءَ رَبَّهُ) يقول : أقبل إبراهيم إلى طاعة ربه (بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٤)) خالص من كل عيب (إِذْ قالَ لِأَبِيهِ) آزر (وَقَوْمِهِ) عبدة الأوثان (ما ذا تَعْبُدُونَ (٨٥))
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٢٣ / ٣٤) ، وزاد المسير (٧ / ٦٦).
(٢) انظر : تفسير الطبرى (٢٣ / ٣٤) ، وزاد المسير (٧ / ٦٥) ، والقرطبى (١٥ / ٨٩).