وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (١٧٨) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (١٧٩) سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (١٨٠) وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (١٨١) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٨٢))
(وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٣)) إلى قومه (إِذْ نَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ) ابنته زاعورا وريثا (أَجْمَعِينَ (١٣٤) إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ (١٣٥)) إلا امرأته المنافقة تخلفت مع المتخلفين بالهلاك (ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (١٣٦)) أهلكنا من بقى بعد لوط وابنتيه (وَإِنَّكُمْ) يا أهل مكة (لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ) على قرى لوط وسدوم ، وعمورا وصبورا ، وداودما (مُصْبِحِينَ (١٣٧)) بالنهار (وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (١٣٨)) أفلا تصدقون ما فعل بهم فلا تقتدوا بهم (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٩)) إلى قومه (إِذْ أَبَقَ) خرج من عند قومه ، ويقال : فر من قومه (إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (١٤٠)) إلى السفينة الموقرة المجهزة (فَساهَمَ) فقارع فى السفينة (فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (١٤١)) من المقروعين ذاهبى الحجة ، فألقى نفسه فى الماء (فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ) السمكة (وَهُوَ مُلِيمٌ (١٤٢)) يلوم نفسه بما فرّ من قومه (فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (١٤٣)) المصلين قبل ذلك (لَلَبِثَ) مكث (فِي بَطْنِهِ) فى بطن الحوت (إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (١٤٤)) من القبور (فَنَبَذْناهُ) طرحناه (بِالْعَراءِ) الصحراء على وجه الأرض (وَهُوَ سَقِيمٌ (١٤٥)) مريض (وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (١٤٦)) من قرع وكل شىء لا يقوم على ساق فهو يقطين (١).
(وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (١٤٧)) بل يزيدون عشرون ألفا (فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ) فأجلناهم (إِلى حِينٍ (١٤٨)) إلى وقت الموت والعذاب (فَاسْتَفْتِهِمْ) سل أهل مكة بنى مليح (أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ) الإناث (وَلَهُمُ الْبَنُونَ (١٤٩)) الذكور ، قالوا : نعم ، فقال لهم النبى صلىاللهعليهوسلم : «أترضون لله ما لا ترضون لأنفسكم».
(أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً) كما تقولون (وَهُمْ شاهِدُونَ (١٥٠)) حاضرون (أَلا إِنَّهُمْ) بل إنهم (مِنْ إِفْكِهِمْ) من تكذيبهم (لَيَقُولُونَ (١٥١) وَلَدَ اللهُ) حيث قالوا الملائكة بنات الله (وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١٥٢)) فى مقالتهم (أَصْطَفَى الْبَناتِ) اختار الإناث (عَلَى الْبَنِينَ (١٥٣)) على الذكور (ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (١٥٤)) بئس ما تقضون لأنفسكم ترضون لله ما لا ترضون لأنفسكم (أَفَلا تَذَكَّرُونَ (١٥٥)) أفلا تعقلون ما تقولون (أَمْ لَكُمْ) يا أهل مكة (سُلْطانٌ مُبِينٌ (١٥٦)) كتاب مبين فيه
__________________
(١) انظر : تفسير الفخر الرازى (١٣ / ٢٦٢).