بنت عم داود (فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) عن طاعة الله (إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) عن طاعة الله (لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ (٢٦)) بما تركوا العمل ليوم الحساب (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما) من الخلق والعجائب (باطِلاً) عبثا جزافا بلا أمر ولا نهى (ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا) إنكار الذين كفروا بالبعث بعد الموت (فَوَيْلٌ) فشدة العذاب (لِلَّذِينَ كَفَرُوا) بالبعث بعد الموت (مِنَ النَّارِ (٢٧)) فى النار (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) الطاعات فيما بينهم وبين ربهم وهو سيدنا على بن أبى طالب ، وحمزة بن عبد المطلب ، وعبيدة بن الحارث (كَالْمُفْسِدِينَ) كالمشركين (فِي الْأَرْضِ) وهو عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، والوليد بن عتبة ، (أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ) الكفر والشرك والفواحش عليا وصاحباه (كَالْفُجَّارِ (٢٨)) كالكفار ، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة ، والوليد بن عتبة ، وهم الذين بارزوا يوم بدر عليا وحمزة وعبيدة ، فقتل علىّ الوليد بن عتبة ، وقتل حمزة عتبة بن ربيعة ، وقتل عبيدة شيبة ، (كِتابٌ) هذا الكتاب (أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ) أنزلنا جبريل به إليك (مُبارَكٌ) فيه المغفرة والرحمة لمن آمن به (لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ) لكى يتفكروا فى آياته (وَلِيَتَذَكَّرَ) لكى يتعظ (أُولُوا الْأَلْبابِ (٢٩)) ذوو العقول من الناس.
(وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (٣٠)) مقبل إلى الله وإلى طاعته (إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِ) بعد الظهر (الصَّافِناتُ) الخيل العراب الخوالص (الْجِيادُ (٣١)) السراع ، ويقال : الصافنات ، وهو الفرس إذا قام بثلاث قوائم ، ورفع إحدى يديه حتى يكون على طرف الحافر (فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ) اخترت المال (عَنْ ذِكْرِ رَبِّي) على طاعة ربى (حَتَّى تَوارَتْ) الشمس (بِالْحِجابِ (٣٢)) بجبل قاف (رُدُّوها عَلَيَ) ما عرض علىّ فردوها (فَطَفِقَ) عمد (مَسْحاً بِالسُّوقِ) ضرب سوقهن (وَالْأَعْناقِ (٣٣)) وأعناقهن ، ويقال : فطفق مسحا بالسوق والأعناق ، حتى توارت بالحجاب ، حتى غابت الشمس ، وذهبت منه صلاة العصر ، فمن أجل ذلك فعل ما فعل (١).
(وَلَقَدْ فَتَنَّا) ابتلينا (سُلَيْمانَ) بذهاب ملكه أربعين يوما بقدر ما عبد الصنم فى بيته مكان كل يوم يوما (وَأَلْقَيْنا) اجلسنا (عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً) شيطانا (ثُمَّ أَنابَ (٣٤)) ثم رجع إلى ملكه وإلى طاعة ربه وتاب من ذنبه (قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي)
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٢٣ / ١٠١) ، وزاد المسير (٧ / ١٣٤) ، والقرطبى (١٥ / ١٩٨).