(كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ) من أهل مكة فى العدد (وَأَشَدَّ قُوَّةً) بالبدن (وَآثاراً فِي الْأَرْضِ) أشد لها طلبا وأبعد ذهابا (فَما أَغْنى عَنْهُمْ) من عذاب الله (ما كانُوا يَكْسِبُونَ (٨٢)) يقولون ويعملون فى دينهم.
(فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) بالأمر والنهى (فَرِحُوا) عجبوا (بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ) الدين والعمل وكان ذلك منهم ظنا بغير يقين (وَحاقَ) نزل ودار (بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٨٣)) عقوبة استهزائهم بالرسل (فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا) عذابنا لهلاكهم (قالُوا آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ) بالله (مُشْرِكِينَ (٨٤)) وهذا باللسان دون القلب عند معاينة العذاب (فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا) عذابنا لهلاكهم ، فالإيمان عند المعاينة لا ينفع ، وقبل ذلك ينفع ، وكذلك التوبة ، (سُنَّتَ اللهِ) هكذا سيرة الله (الَّتِي قَدْ خَلَتْ) مضت (فِي عِبادِهِ) بالعذاب عند التكذيب ، وبرد الإيمان والتوبة عند المعاينة (وَخَسِرَ هُنالِكَ) غبن عند المعاينة بالعقوبة (الْكافِرُونَ (٨٥)) بالله عزوجل.
* * *