قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) كفار الجن والإنس فى النار (إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ (١٨)) مغبونين لا يبعثون إلى الدنيا إلى يوم القيامة ، فأسلم عبد الرحمن وحسن إسلامه.
(وَلِكُلٍ) أى لكل واحد من المؤمنين والكافرين (دَرَجاتٌ) للمؤمنين فى الجنة ، ودركات للكافرين فى النار (مِمَّا عَمِلُوا) بما عملوا فى الدنيا (وَلِيُوَفِّيَهُمْ) يوفرهم (أَعْمالَهُمْ) جزاء أعمالهم (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (١٩)) لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ) قبل دخول النار ، فيقال لهم : (أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ) أكلتم ثواب حسناتكم (فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ) استنفعتم (بِها) بثواب حسناتكم فى الدنيا (فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ) الشديد (بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ) عن الإيمان (بِغَيْرِ الْحَقِ) بلا حق كان لكم (وَبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ (٢٠)) تكفرون وتعصون فى الأرض فى الدنيا.
(وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (٢١) قالُوا أَجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا عَنْ آلِهَتِنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٢) قالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ وَأُبَلِّغُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (٢٣) فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ (٢٤) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها فَأَصْبَحُوا لا يُرى إِلاَّ مَساكِنُهُمْ كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (٢٥) وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصاراً وَأَفْئِدَةً فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كانُوا يَجْحَدُونَ بِآياتِ اللهِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٢٦) وَلَقَدْ أَهْلَكْنا ما حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرى وَصَرَّفْنَا الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٢٧) فَلَوْ لا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ قُرْباناً آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذلِكَ إِفْكُهُمْ وَما كانُوا يَفْتَرُونَ (٢٨))
(وَاذْكُرْ) لكفار مكة يا محمد (أَخا عادٍ) بنى عاد هودا (إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ) خوفهم (بِالْأَحْقافِ) يقول : بحقوف النار ، أى سنة النار حقفا بعد حقف ، ويقال : نحو اليمن ، ويقال : نحو الشام ، ويقال : بجبل الرمل ، ويقال : كان مكانا باليمن قام عليه وأنذر قومه (وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ) وقد كانت الرسل من قبل هود (وَمِنْ خَلْفِهِ) من بعده (أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ) قال لهم هود لا توحدوا إلا الله (إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ) أعلم أن يكون عليكم (عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (٢١)) شديد إن لم تؤمنوا (قالُوا أَجِئْتَنا) يا هود (لِتَأْفِكَنا) لتصرفنا (عَنْ آلِهَتِنا) عن عبادة آلهتنا (فَأْتِنا بِما