(يَضْرِبُ اللهُ) يبين الله (لِلنَّاسِ) أمة محمد صلىاللهعليهوسلم (أَمْثَلُهُمْ (٣)) أمثال من كان قبلهم كيف أهلكهم الله عند تكذيب الرسل.
(فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) يوم بدر (فَضَرْبَ الرِّقابِ) فاضربوا أعناقهم (حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ) قهرتموهم وأسرتموهم (فَشُدُّوا الْوَثاقَ) فاستوثقوا الأسير (فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ) يقول : تمن على الأسير فترسله بغير فداء (وَإِمَّا فِداءً) وإما أن تفادى المأسور نفسه (حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ) الكفار (أَوْزارَها) أسلحتها ، ويقال : حتى تترك الكفار إشراكها (ذلِكَ) العقوبة لمن كفر بالله (وَلَوْ يَشاءُ اللهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ) لانتقم من كفار مكة بالملائكة من غيركم ، ويقال : من غير قتالكم (وَلكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ) ليختبر المؤمنين بالكافرين والقريب بالقريب (وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) فى طاعة الله يوم بدر ، وهم أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم (فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ (٤)) فلن يبطل حسناتهم فى الجهاد (سَيَهْدِيهِمْ) يوفقهم للأعمال الصالحة (وَيُصْلِحُ بالَهُمْ (٥)) حالهم وشأنهم ونياتهم ، ويقال : سيهديهم سينجيهم فى الآخرة ويصلح بالهم يقبل أعمالهم يوم القيامة (وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ (٦)) بينها لهم يهتدون إليها كما يهتدون فى الدنيا إلى منازلهم (١).
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، والقرآن (إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ) إن تنصروا نبى الله محمدا صلىاللهعليهوسلم ، بالقتال مع العدو ينصركم الله بالغلبة على العدو (وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ (٧)) فى الحرب لكى لا تزول (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، والقرآن ، وهم المطعمون يوم بدر (فَتَعْساً لَهُمْ) فنكسا لهم وبعدا لهم (وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (٨)) أبطل حسناتهم ونفقاتهم يوم بدر (ذلِكَ) الإبطال (بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا) جحدوا (ما أَنْزَلَ اللهُ) به جبريل على محمد صلىاللهعليهوسلم (فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ (٩)) فأبطل حسناتهم ونفقاتهم يوم بدر (أَفَلَمْ يَسِيرُوا) يسافروا كفار مكة (فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا) يتفكروا (كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ) جزاء (الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ) أهلكهم الله (وَلِلْكافِرِينَ) لكفار مكة (أَمْثالُها (١٠)) أشباهها (ذلِكَ) النصرة للمؤمنين (بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى) ناصر (الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (وَأَنَّ الْكافِرِينَ) كفار مكة (لا مَوْلى لَهُمْ (١١)) لا ناصر لهم (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، والقرآن (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) الطاعات فيما بينهم وبين ربهم (جَنَّاتٍ) بساتين (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) من تحت شجرها ومساكنها (الْأَنْهارُ) أنهار الخمر والماء والعسل واللبن (وَالَّذِينَ كَفَرُوا)
__________________
(١) انظر : معانى القرآن للفراء (٣ / ٥٨) وزاد المسير (٧ / ٣٩٨).