الشراب (١)(وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ (٢)) فمن ذلك تحيروا كأنهم سكارى (وَمِنَ النَّاسِ) وهو النضر بن الحارث (مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ) يخاصم فى دين الله وكتابه (بِغَيْرِ عِلْمٍ) بلا علم ولا حجة ولا بيان (وَيَتَّبِعُ) يطيع (كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ (٣)) متمرد شديد لعين (كُتِبَ عَلَيْهِ) أى قضى على الشيطان (أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ) أطاعه (فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ) عن الهدى (وَيَهْدِيهِ) يدعوه (إِلى عَذابِ السَّعِيرِ (٤)) إلى ما يجب به عذاب الوقود.
(يا أَيُّهَا النَّاسُ) يا أهل مكة (إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ) فى شك (مِنَ الْبَعْثِ) بعد الموت فتفكروا فى بدء خلقكم فإن إحياءكم ليس بأشد علىّ من بدؤكم (فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ) من آدم وآدم من تراب (ثُمَ) خلقناكم بعد ذلك (مِنْ نُطْفَةٍ) أى ثو جعلناكم بعد ذلك من نطفة (ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ) من دم عبيط بعد النطفة (ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ) من لحم طرى بعد العلقة (مُخَلَّقَةٍ) أى تامة الخلق ، ويقال : مصورة (وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ) وهى السقط (لِنُبَيِّنَ لَكُمْ) فى القرآن بدؤ خلقكم (وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ) من أن يسقط ، ويقال : نترك فى الأرحام (ما نَشاءُ) من الولد (إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) إلى وقت معلوم من الشهور (ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ) من الأرحام (طِفْلاً) صغارا (ثُمَ) نترككم (لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ) من ثمان عشرة سنة إلى ثلاثين سنة (وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى) يقبض روحه قبل البلوغ (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ) أى يرجع (إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ) إلى حاله الأول بعد الهرم (لِكَيْ لا يَعْلَمَ) حتى لا يعقل (مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ) من بعد عقله الأول (شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً) منكسرة ميتة (فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ) بالنبات ، ويقال : تحركت واستبشرت بالماء (وَرَبَتْ) أى انتفخت للنبات (وَأَنْبَتَتْ) أخرجت بالماء (مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (٥)) أى من كل لون حسن.
(ذلِكَ) أى القدرة فى تحويلكم وغير ذلك لتقروا وتعلموا (بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُ) بأن عبادة الله هى الحق (وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى) للنشور (وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) من الحياة والموت (قَدِيرٌ (٦) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ) كائنة (لا رَيْبَ فِيها) لا شك فى كينونتها (وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (٧)) للجزاء والعقاب (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ) يخاصم فى دين الله وكتابه (بِغَيْرِ عِلْمٍ) بلا علم (وَلا هُدىً) بلا حجة (وَلا
__________________
(١) انظر : معانى القراءات للأزهرى (٣١٣) بتحقيقنا.