وهذا قسم آخر أقسم بالسماء ذات الحبك ذات الحسن والجمال ، والاستواء والطرق ، ويقال : ذات النجوم والشمس والقمر ، ويقال : ذات الحبك ، كحبك الماء إذا ضربته الريح ، أو كحبك الرمل إذا نسفته الريح ، أو كحبك الشعر الجعد ، أو كحبك درع الحديد ، ويقال : هى السماء السابعة أقسم الله بها.
(إِنَّكُمْ) يا أهل مكة (لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (٨)) مصدق بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، والقرآن ومكذب بهما (يُؤْفَكُ عَنْهُ) يصرف عن محمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (مَنْ أُفِكَ (٩)) من قد صرف عن الحق والهدى وهو الوليد بن المغيرة المخزومى ، وأبو جهل بن هشام ، وأبى بن خلف ، وأمية بن خلف ، ومنبه ونبيه ابنا الحجاج صرفوا الناس عن محمد صلىاللهعليهوسلم ، والقرآن بالكذب والزور ، فلعنهم الله ، فقال : (قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (١٠)) لعن الكذابون بنو مخزوم الوليد بن المغيرة وأصحابه (الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ) فى جهالة وعمى من أمر الآخرة (ساهُونَ (١١)) لاهون عن الإيمان ، بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (يَسْئَلُونَ) بنو مخزوم (أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (١٢)) متى يوم القيامة الذى نعذب فيه ، قال الله : (يَوْمَ) وهو يوم القيامة (هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (١٣)) يحرقون ، ويقال : ينضحون ، ويقال : فى النار يعذبون ، ويقال : على النار يجرون تقول لهم الزبانية : (ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ) حرقكم وعذابكم ونضجكم (هذَا) العذاب (الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (١٤)) فى الدنيا ، ثم بين مستقر المؤمنين أبى بكر وأصحابه ، فقال : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ) الكفر والشرك والفواحش (فِي جَنَّاتٍ) بساتين (وَعُيُونٍ (١٥)) ماء طاهر.
(آخِذِينَ) قابلين راضين (ما آتاهُمْ) ما أعطاهم ربهم فى الجنة ، ويقال : عاملين بما أمرهم (رَبُّهُمْ) فى الدنيا (إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ) الثواب والكرامة (مُحْسِنِينَ (١٦)) فى الدنيا ، بالقول والفعل (كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ (١٧)) يقول : قلما ينامون من الليل (وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (١٨)) يصلون (وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌ) ويرون فى أموالهم حقا معلوما (لِلسَّائِلِ) الذى يسأل (وَالْمَحْرُومِ (١٩)) الذى لا يسأل ، ولا يعطى ، ولا يفطن به ، ويقال : المحروم الذى قد حرم أجره ، وغنيمته ، ويقال : المحروم هو المحترف المقتر عليه معيشته ، والذى لا يلقى قوت يومه (وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ) علامات وعبرات مثل الشجر والدواب والجبال والبحار (لِلْمُوقِنِينَ (٢٠)) المصدقين بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، والقرآن (وَفِي أَنْفُسِكُمْ) أيضا علامات من الأوجاع والأمراض والبلايا ، حتى يأكل الرجل من مكان واحد ويخرج من مكانين (أَفَلا تُبْصِرُونَ (٢١))