الْمَرْفُوعِ (٥)) وأقسم بالسماء المرفوعة فوق كل شىء (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (٦)) وأقسم بالبحر الممتلئ ، وهو بحر فوق السماء السابعة تحت عرش الرحمن يسمى الحيوان يحيى الله به الخلائق يوم القيامة ، ويقال : (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (٦)) وهو بحر حار يصير نارا ، ويفتح فى جهنم يوم القيامة أقسم الله بهذه الأشياء (إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ) يوم القيامة (لَواقِعٌ (٧)) لكائن نازل على قريش (ما لَهُ) للعذاب (مِنْ دافِعٍ (٨)) من مانع.
(يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ) تدور السماء (مَوْراً (٩)) بأهلها دورانا كدوران الرحا ، وتموج الخلائق بعضهم فى بعض من الهول (وَتَسِيرُ الْجِبالُ) على وجه الأرض (سَيْراً (١٠)) كسير السحاب فى الهواء (فَوَيْلٌ) شدة العذاب (يَوْمَئِذٍ) وهو يوم القيامة (لِلْمُكَذِّبِينَ (١١)) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن ، وهو أبو جهل وأصحابه (الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (١٢)) فى باطل يخوضون (يَوْمَ يُدَعُّونَ) يدفعون (إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (١٣)) دفعا تدفعهم الملائكة وتجرهم على وجوههم إلى جهنم ، وتقول لهم الزبانية : (هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها) فى الدنيا (تُكَذِّبُونَ (١٤)) أنها لا تكون (أَفَسِحْرٌ هذا) هذا اليوم وهذا العذاب لأنكم قلتم فى الدنيا للأنبياء هم سحرة (أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ (١٥)) لا تعقلون ، يقول الله : (اصْلَوْها) ادخلوها يعنى النار (فَاصْبِرُوا) على عذابها (أَوْ لا تَصْبِرُوا) على عذابها (سَواءٌ عَلَيْكُمْ) الجزع والصبر (إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٦)) وتقولون فى الدنيا.
ثم بين مستقر المؤمنين أبى بكر وأصحابه ، فقال : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ) الكفر والشرك والفواحش (فِي جَنَّاتٍ) فى بساتين (وَنَعِيمٍ (١٧)) دائم (فَكِهِينَ) معجبين (بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ) بما أعطاهم ربهم فى الجنة (وَوَقاهُمْ) دفع عنهم (رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (١٨)) عذاب النار ، فيقول الله لهم : (كُلُوا) من ثمار الجنة (وَاشْرَبُوا) من أنهارها (هَنِيئاً) بلا داء ، ولا إثم ولا موت (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٩)) وتقولون فى الدنيا (مُتَّكِئِينَ) جالسين (عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ) قد صف بعضها إلى بعض (وَزَوَّجْناهُمْ) قرناهم على الجنة (بِحُورٍ) بجوار بيض (عِينٍ (٢٠)) عظام الأعين حسان الوجوه (وَالَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، والقرآن وصدقوا بإيمانهم (وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ) بإيمان الذرية فى الدنيا (أَلْحَقْنا بِهِمْ) بالآباء (ذُرِّيَّتُهُمْ) فى الآخرة فى درجة آبائهم ، ويقال : الذين آمنوا بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، والقرآن يدخلهم الجنة