طَغى (١٧)) ما تجاوز عما رأى جبريل له ست مائة جناح (لَقَدْ رَأى) محمد صلىاللهعليهوسلم (مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى (١٨)) من عجائب ربه الكبرى ، أى العظمى (أَفَرَأَيْتُمُ) أفتظنون يا أهل مكة أن (اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩)) الأخرى (وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى (٢٠)) تنفعكم فى الآخرة بل لا تنفعكم ، أما اللات : فكانت صنما بالطائف لثقيف يعبدونها ، وأما العزى : فكانت شجرة ببطن نخلة لغطفان يعبدونها ، وأما مناة الثالثة : فكانت صنما بمكة لهذيل ، وخزاعة يعبدونها من دون الله (أَلَكُمُ الذَّكَرُ) يا أهل مكة ترضونه لأنفسكم (وَلَهُ الْأُنْثى (٢١)) وأنتم تكرهونها ولا ترضونها لأنفسكم (تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى (٢٢)) أى جائرة (إِنْ هِيَ) ما هى اللات والعزى ومناة الثالثة (إِلَّا أَسْماءٌ) أصنام (سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ) الآلهة ، ويقال : صنعتموها أنتم وآباؤكم لأنفسكم (ما أَنْزَلَ اللهُ بِها) بعبادتكم لها وتسميتكم لها (مِنْ سُلْطانٍ) من كتاب فيه حجتكم (إِنْ يَتَّبِعُونَ) ما يعبدون اللات والعزى ومناة الثالثة ، وما يسمونها الآلهة (إِلَّا الظَّنَ) إلا بالظن بغير يقين (وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ) وإن تهوى الأنفس (وَلَقَدْ جاءَهُمْ) يعنى أهل مكة (مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى (٢٣)) البيان فى القرآن بأن ليس لله ولد ولا شريك (أَمْ لِلْإِنْسانِ) لأهل مكة (ما تَمَنَّى (٢٤)) ما يشتهون أن الملائكة والأصنام يشفعون لهم (فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ) بإعطاء الثواب والكرامة والشفاعة (وَالْأُولى (٢٥)) بإعطاء المعرفة والتوفيق.
(وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللهُ لِمَنْ يَشاءُ وَيَرْضى (٢٦) إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثى (٢٧) وَما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً (٢٨) فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَياةَ الدُّنْيا (٢٩) ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى (٣٠) وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (٣١) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى (٣٢) أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (٣٣) وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى (٣٤) أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى (٣٥) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى (٣٦) وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى (٣٧) أَلاَّ تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى (٣٨) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاَّ ما سَعى (٣٩) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى (٤٠) ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى (٤١) وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى (٤٢))