(وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى (٥٠)) قوم هود (وَثَمُودَ) قوم صالح (فَما أَبْقى (٥١)) فلم يترك منهم أحدا (وَقَوْمَ نُوحٍ) وأهلك قوم نوح (مِنْ قَبْلُ) من قبل قوم صالح (إِنَّهُمْ) يعنى قوم نوح (كانُوا هُمْ أَظْلَمَ) أشد فى كفرهم (وَأَطْغى (٥٢)) أشد فى طغيانهم ومعصيتهم (وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى (٥٣)) وأهلك قريات لوط سدوم ، وصادم ، وعمورا ، وصوائم ، والمؤتفكة المنخسفة ، وائتفكها خسفها أهوى هوى من السماء إلى الأرض (فَغَشَّاها ما غَشَّى (٥٤)) يعنى الحجارة (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ) فبأى نعماء ربك أيها الإنسان غير محمد صلىاللهعليهوسلم (تَتَمارى (٥٥)) تتجاحد أنها ليست من الله (هذا نَذِيرٌ) يعنى محمدا صلىاللهعليهوسلم رسول مخوف (مِنَ النُّذُرِ الْأُولى (٥٦)) كالرسل الأولى الذين أرسلناهم إلى قومهم ، ويقال : هذا نذير من النذر رسول من الرسل الأولى الذين هم مكتوبون فى اللوح المحفوظ أن أرسلهم إلى قومهم.
(أَزِفَتِ الْآزِفَةُ (٥٧)) دنا قيام الساعة (لَيْسَ لَها) لقيامها (مِنْ دُونِ اللهِ) غير الله (كاشِفَةٌ (٥٨)) مبين يبين لها قيامها ووقتها (أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ) يقول : أمن هذا القرآن الذى يقرأ عليكم محمد صلىاللهعليهوسلم يا أهل مكة (تَعْجَبُونَ (٥٩)) تسخرون ، ويقال : تكذبون (وَتَضْحَكُونَ) تهزؤون ، ويقال : تسخرون (وَلا تَبْكُونَ (٦٠)) مما فيه من الزجر والوعيد والتخويف (وَأَنْتُمْ سامِدُونَ (٦١)) لاهون عنه لا تؤمنون به (١) (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ) فأخضعوا لله بالتوحيد والتوبة (وَاعْبُدُوا (٦٢)) وحدوا الله.
__________________
(١) انظر : معانى القرآن للفراء (٣ / ١٠٣) ، وتفسير الطبرى (٢٧ / ٤٩) ، والمجاز لأبى عبيدة (٢ / ٢٣٩).