عثمان : لى خطايا وذنوب كثيرة أريد تكفيرها ، ورضا الرب ، فقال له عبد الله : أعطنى زمام ناقتك وأحمل عنك ما يكون عليك من الذنوب والخطايا فى الدنيا والآخرة ، فأعطاه زمام ناقته واقتصر عن نفقته وصدقته ، فنزلت فيه هذه الآية (١).
(أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ) يخبر فى القرآن (بِما فِي صُحُفِ مُوسى (٣٦) وَإِبْراهِيمَ) فى التوراة وصحف إبراهيم يقول : (الَّذِي وَفَّى (٣٧)) يعنى إبراهيم الذى بلغ رسالات ربه وعمل بما أمر به ، ويقال : وفى رؤياه (أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى (٣٨)) يقول : لا تحمل حاملة حمل أخرى ما عليها من الذنب ، ويقال : لا تعذب نفس بذنب نفس أخرى (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ) يوم القيامة (إِلَّا ما سَعى (٣٩)) إلا ما عمل من الخير والشر فى الدنيا (وَأَنَّ سَعْيَهُ) عمله (سَوْفَ يُرى (٤٠)) فى ديوانه وميزانه (ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى (٤١)) الأوفر بالحسن حسنا ، وبالسيئ سيئا (وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى (٤٢)) مرجع الخلائق بعد الموت ومصيرهم فى الآخرة.
(وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى (٤٣) وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا (٤٤) وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٤٥) مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى (٤٦) وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى (٤٧) وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى (٤٨) وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى (٤٩) وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى (٥٠) وَثَمُودَ فَما أَبْقى (٥١) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى (٥٢) وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى (٥٣) فَغَشَّاها ما غَشَّى (٥٤) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى (٥٥) هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى (٥٦) أَزِفَتِ الْآزِفَةُ (٥٧) لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ كاشِفَةٌ (٥٨) أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (٥٩) وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ (٦٠) وَأَنْتُمْ سامِدُونَ (٦١) فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (٦٢))
(وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ) أهل الجنة بما يسرهم من الكرامة (وَأَبْكى (٤٣)) أهل النار بما يحزنهم من الهوان (وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ) فى الدنيا (وَأَحْيا (٤٤)) للبعث ، ويقال : أمات الآباء وأحيا الأبناء (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ) الصنفين (الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٤٥) مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى (٤٦)) تهراق فى رحم المرأة ، ويقال : تخلق (وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى (٤٧)) الخلق الآخر بالبعث (وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى) نفسه عن خلقه (وَأَقْنى (٤٨)) أفقر خلقه إلى نفسه ، ويقال : إنه هو أغنى أرضى خلقه ، وأقنى أقنع ، ويقال : إنه أغنى بالمال وأقنى أرضى بما أعطى من المال ، ويقال : إنه أغنى بالذهب والفضة ، وأقنى بالإبل والبقر والغنم (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى (٤٩)) الكوكب الذى يتبع الجوزاء كان يعبده خزاعة
__________________
(١) انظر : معانى القرآن للفراء (٣ / ١٠١) ، وتفسير الطبرى (٢٧ / ٤٢) ، وزاد المسير (٨ / ٧٨).