(وَالشَّهادَةِ) ما علمه العباد وما كان (فَيُنَبِّئُكُمْ) يخبركم (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٨)) وتقولون من الخير والشر.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، والقرآن (إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ) إذا دعيتم إلى الصلاة بالأذان (مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا) فامضوا (إِلى ذِكْرِ اللهِ) إلى خطبة الإمام والصلاة (وَذَرُوا الْبَيْعَ) اتركوا البيع بعد الأذان (ذلِكُمْ) الاستماع إلى خطبة الإمام والصلاة معه (خَيْرٌ لَكُمْ) من الكسب والتجارة (إِنْ كُنْتُمْ) إذا كنتم (تَعْلَمُونَ (٩)) تصدقون بثواب الله ، ثم رخص لهم بعد ما حرم عليهم بقوله وذروا البيع ، فقال : (فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ) إذا فرغ الإمام من صلاة الجمعة (فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ) فتفرقوا فى المسجد إن شئتم (وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ) اطلبوا من رزق الله إن شئتم فهذه رخصة بعد النهى ولها وجه آخر يقول : فإذا قضيت الصلاة إذا فرغ الإمام من صلاة الجمعة فانتشروا فى الأرض فتفرقوا فى المسجد وابتغوا من فضل الله اطلبوا ما هو أفضل لكم يعنى على السر والتوحيد والزهد والتوكل (وَاذْكُرُوا اللهَ) بالقلب واللسان (كَثِيراً) على كل حال (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٠)) لكى تنجوا من السخط والعذاب (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً) دحية بن خليفة الكلبى (١)(أَوْ لَهْواً) أو سمعوا صوت الطبل (انْفَضُّوا) تفرقوا وخرجوا من المسجد (إِلَيْها) غير ثمانية رهط ، ويقال : غير اثنى عشر رجلا وامرأتين لم يخرجوا إليها (وَتَرَكُوكَ قائِماً) على المنبر تخطب (قُلْ) يا محمد لهم (ما عِنْدَ اللهِ) من الثواب (خَيْرٌ) لكم (مِنَ اللهْوِ) من صوت الطبل (وَمِنَ التِّجارَةِ) تجارة دحية الكلبى ، يقول : لو ثبتم مع نبيكم حتى صليتم الصلاة ، ودعوتم ، ثم خرجتم لكان خيرا لكم بالثواب والكرامة عند الله من الخروج (وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (١١)) أفضل المعطين.
__________________
(١) انظر : صحيح البخارى (٥ / ٢٠٠ ، ١٠ / ٢٦٨) ، ومسلم (٦ / ١٥٠ ، ١٥١) ، والترمذى (٤ / ٢٠٠) ، وأحمد (٣ / ٣٧٠) ، وابن جرير فى التفسير (٢٨ / ٦٩).