وقضاؤه فى الشدة والرخاء ، ويقال : نافذ أمره وتدبيره (قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ) من الشدة والرخاء (قَدْراً (٣)) أجلا ينتهى فلما بين الله عدة النساء اللاتى يحضن قام معاذ ، وقال : أرأيت يا رسول الله ما عدة النساء اللاتى يئسن من المحيض ، فنزل (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ) من الكبر (مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ) شككتم فى عدتهن (فَعِدَّتُهُنَ) فى الطلاق (ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ) فقام رجل آخر فقال : أرأيت يا رسول الله ، فى اللائى لم يحضن للصغر ما عدتهن فنزل (وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ) من الصغر فعدتهن أيضا ثلاثة أشهر فقام رجل آخر ، فقال : أرأيت يا رسول الله ، ما عدة الحوامل فنزل (وَأُولاتُ الْأَحْمالِ) يعنى الحبالى (أَجَلُهُنَ) عدتهن (أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَ) ولدهن (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ) فيما أمره (يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً (٤)) يهون عليه أمره ، ويقال يرزقه عبادة حسنة فى سريرة حسنة (ذلِكَ أَمْرُ اللهِ) هذه أحكام الله وفرائضه (أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ) بين لكم القرآن (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ) فيما أمره (يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ) يغفر له ذنوبه (وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً (٥)) ثوابا فى الجنة ، ثم رجع إلى المطلقات.
فقال : (أَسْكِنُوهُنَ) أنزلوهن يعنى المطلقات ، يقول للأزواج (مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ) من أين سكنتم (مِنْ وُجْدِكُمْ) من سعتكم على قدر ذلك من النفقة والسكنى (١)(وَلا تُضآرُّوهُنَ) يعنى المطلقات فى النفقة والسكنى (لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَ) بالنفقة والسكنى فتظلموهن بذلك (وَإِنْ كُنَ) المطلقات (أُولاتِ حَمْلٍ) حبالى (فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَ) يعنى الزوج (حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَ) ولدهن (فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ) الأمهات ولدا لكم (فَآتُوهُنَ) أعطوهن يعنى الأمهات (أُجُورَهُنَ) يعنى النفقة على الرضاع (وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ) وأنفقوا يعنى الزوج والمرأة فيما بينكم (بِمَعْرُوفٍ) على أمر معروف من النفقة على الرضاع بغير إسراف وتقتير (وَإِنْ تَعاسَرْتُمْ) فى النفقة وأبت الأم (فَسَتُرْضِعُ لَهُ) للولد (أُخْرى (٦)) فتطلب له أخرى غير الأم (لِيُنْفِقْ) الأب (ذُو سَعَةٍ) ذو غنى (مِنْ سَعَتِهِ) على قدر غناه (وَمَنْ قُدِرَ) قتر (عَلَيْهِ رِزْقُهُ) معيشته (فَلْيُنْفِقْ) على المرضع (مِمَّا آتاهُ اللهُ) على قدر ما أعطاه الله من المال (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً) من النفقة على الرضاع (إِلَّا ما آتاها) إلا على قدر ما أعطاه من المال (سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ) فى النفقة (يُسْراً (٧)) بعد الفقر غنى فالمعسر ينتظر
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٢٨ / ٩٤) ، والمجاز لأبى عبيدة (٢ / ٢٦٠) ، ومعانى القرآن للفراء (٣ / ١٦٣) ، وزاد المسير (٨ / ٢٩٦).