سَماواتٍ طِباقاً) مطبقة بعضها على بعض مثل القبة ملتزقة أطرافها (ما تَرى) يا محمد (فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ) فى خلق السموات (مِنْ تَفاوُتٍ) من أعوجاج (فَارْجِعِ الْبَصَرَ) رد البصر بالنظر إلى السماء (هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ (٣)) من شقوق وصدوع وعيوب ، وخلل (١) (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ) رد البصر إلى السماء ، وتفطر بالنظر إلى السماء (كَرَّتَيْنِ) مرتين (يَنْقَلِبْ) يرجع (إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً) صاغرا ذليلا قبل أن ترى شيئا (وَهُوَ حَسِيرٌ (٤)) على كليل منقطع (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا) الأولى (بِمَصابِيحَ) بالنجوم (وَجَعَلْناها) يعنى النجوم (رُجُوماً) رميا (لِلشَّياطِينِ) يرجمون بها فبعضهم يخبل ، وبعضهم يقتل ، وبعضهم يحرق (وَأَعْتَدْنا لَهُمْ) للشياطين فى الآخرة (عَذابَ السَّعِيرِ (٥)) الوقود.
(وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٦)) صاروا إليه جهنم (إِذا أُلْقُوا فِيها) طرحوا فى جهنم أمة من الأمم ممن يدخلونها ، يعنى اليهود والنصارى والمجوس ، ومشركى العرب (سَمِعُوا لَها) لجهنم (شَهِيقاً) صوتا كصوت الحمار (وَهِيَ تَفُورُ (٧)) تغلى (تَكادُ تَمَيَّزُ) تتفرق (مِنَ الْغَيْظِ) على الكفار (كُلَّما أُلْقِيَ فِيها) طرح فى جهنم (فَوْجٌ) جماعة من الكفار ، يعنى اليهود والنصارى والمجوس ، وسائر الكفار (سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها) يعنى خزنة النار (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (٨)) رسول مخوف (قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ) رسول مخوف (فَكَذَّبْنا) الرسل (وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ) من كتاب ولا بعث إلينا رسولا (إِنْ أَنْتُمْ) وقلنا للرسل ما أنتم (إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ (٩)) خطأ عظيم الشرك بالله ، ويقال : تقول لهم الزبانية : (إِنْ أَنْتُمْ) ما كنتم فى الدنيا (إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ (٩)) فى خطأ الشرك بالله (وَقالُوا) الخزنة (لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ) نستمع إلى الحق والهدى (أَوْ نَعْقِلُ) أو نرغب فى الحق فى الدنيا (ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ (١٠)) مع أهل الوقود فى النار اليوم.
(فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ) فأقروا بشركهم (فَسُحْقاً) فبعدا من رحمة الله ونكسا (لِأَصْحابِ السَّعِيرِ (١١)) لأهل الوقود فى النار (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ) يعملون لربهم (بِالْغَيْبِ) وإن لم يروه (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) لذنوبهم فى الدنيا (وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (١٢)) ثواب عظيم فى الجنة (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ) فى محمد صلىاللهعليهوسلم بالمكر والخيانة
__________________
(١) انظر : المجاز لأبى عبيدة (٢ / ٢٦٢) ، ومعانى القرآن للفراء (٣ / ١٧٠) ، وتفسير الطبرى (٢٩ / ٣) ، وتفسير القرطبى (١٨ / ٢٠٨).