(إِلَّا الرَّحْمنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ) من البسط والقبض (بَصِيرٌ (١٩) أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ) منعة لكم (يَنْصُرُكُمْ) يمنعكم (مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ) من عذاب الرحمن (إِنِ الْكافِرُونَ) ما الكافرون (إِلَّا فِي غُرُورٍ (٢٠)) فى أباطيل الدنيا وغرورها (أَمَّنْ هذَا الَّذِي) هو (يَرْزُقُكُمْ) من السماء بالمطر ، والأرض بالنبات (إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ) فمن ذا الذى يرزقكم (بَلْ لَجُّوا) تمادوا (فِي عُتُوٍّ) فى إباء عن الحق (وَنُفُورٍ (٢١)) تباعد عن الإيمان.
(أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ) ناكسا على ضلالته وكفره ، وهو أبو جهل بن هشام (أَهْدى) أصوب دينا (أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا) عادلا (عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٢٢)) دين قائم يرضاه ، وهو الإسلام ، يعنى محمدا صلىاللهعليهوسلم (قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ) خلقكم (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ) لكى تسمعوا به الحق والهدى (وَالْأَبْصارَ) لكى تبصروا به الحق والهدى (وَالْأَفْئِدَةَ) يعنى القلوب لكى تعقلوا بها الحق والهدى (قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (٢٣)) يقول : شكركم فيما صنع إليكم قليل ، ويقال : ما تشكرون بقليل ولا بكثير (قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ) خلقكم (فِي الْأَرْضِ) من آدم ، وآدم من تراب ، والتراب من الأرض (وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٤)) فى الآخرة فيجزيكم بأعمالكم (وَيَقُولُونَ) يعنى كفار مكة (مَتى هذَا الْوَعْدُ) الذى تعدنا (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٥)) إن كنت من الصادقين أن يكون ذلك (قُلْ) لهم يا محمد (إِنَّمَا الْعِلْمُ) علم قيام الساعة ونزول العذاب (عِنْدَ اللهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ) رسول مخوف (مُبِينٌ (٢٦)) للغة تعلمونها (فَلَمَّا رَأَوْهُ) يعنى العذاب فى النار (زُلْفَةً) قريبا ، ويقال : معاينة (سِيئَتْ) ساء العذاب (وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) ، ويقال : حرقت وجوه الذين كفروا (وَقِيلَ) لهم (هذَا) العذاب (الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ) فى الدنيا (تَدَّعُونَ (٢٧)) تسألون وتقولون : إنه لا يكون.
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ) يا أهل مكة (إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللهُ) بالعذاب (وَمَنْ مَعِيَ) من المؤمنين (أَوْ رَحِمَنا) فهو الذى يهلكنا ويرحمنا (فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (٢٨)) وجيع (قُلْ) لهم يا محمد (هُوَ الرَّحْمنُ) ينجينا ويرحمنا (آمَنَّا بِهِ) صدقنا به (وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا) وثقنا (فَسَتَعْلَمُونَ) عند نزول العذاب (مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٩)) فى كفر بين (قُلْ) لهم يا محمد (أَرَأَيْتُمْ) ما تقولون يا أهل مكة (إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ) إن صار ماؤكم ماء زمزم (غَوْراً) غائرا فى الأرض لا تناله الدلاء (فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ (٣٠)) ظاهر تناله الدلاء.
* * *