يرون خيرا (تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) تعلوهم كآبة وكسوف وهو السواد على الوجوه (وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ) فى الدنيا (إِلَى السُّجُودِ) إلى الخضوع لله بالتوحيد فلم يخضعوا لله بالتوحيد (وَهُمْ سالِمُونَ (٤٣)) أصحاء معافون (فَذَرْنِي) يا محمد (وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ) بهذا الكتاب (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ) سنأخذهم ، يعنى المستهزئين بالقرآن (مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (٤٤)) لا يشعرون فأهلكهم الله فى يوم وليلة وكاوا خمسة نفر (وَأُمْلِي لَهُمْ) أمهلهم (إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (٤٥)) عذابى شديد (أَمْ تَسْئَلُهُمْ) تسأل أهل مكة (أَجْراً) جعلا ورزقا على الإيمان (فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ) من الغرم (مُثْقَلُونَ (٤٦)) بالإجابة (أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ) اللوح المحفوظ (فَهُمْ يَكْتُبُونَ (٤٧)) منه ما يخاصمونك به (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ) على تبليغ رسالة ربك ، ويقال : ارض بقضاء ربك (وَلا تَكُنْ) ضجورا ضيق القلب فى أمر الله (كَصاحِبِ الْحُوتِ) كضجر يونس بن متى (إِذْ نادى) دعا ربه فى بطن الحوت (وَهُوَ مَكْظُومٌ (٤٨)) مجهود مغموم (لَوْ لا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ) رحمة من ربه (لَنُبِذَ) لطرح (بِالْعَراءِ) على الصحراء (وَهُوَ مَذْمُومٌ (٤٩)) ملوم مذنب (فَاجْتَباهُ رَبُّهُ) فاصطفاه ربه بالثواب (فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (٥٠)) من المرسلين (وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا) كفار مكة (لَيُزْلِقُونَكَ) ليصرعونك (بِأَبْصارِهِمْ) ويقال : بعينونك بأعينهم (لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ) قراءتك القرآن (وَيَقُولُونَ) يعنى كفار مكة (إِنَّهُ) يعنون محمدا (لَمَجْنُونٌ (٥١)) يختنق (وَما هُوَ) يعنى القرآن (إِلَّا ذِكْرٌ) عظة (لِلْعالَمِينَ (٥٢)) للجن والإنس (١).
__________________
(١) انظر : المصفى لابن الجوزى (٢١٤) ، وزاد المسير (٨ / ٣٤٢) ، وبصائر ذوى التمييز (١ / ٤٧٦) ، ومعانى القرآن للفراء (٣ / ١٧٩) ، وتفسير الطبرى (٢٩ / ٣٠).