أَخْذاً وَبِيلاً (١٦)) فعاقبناه عقوبة شديدة وهى الغرق (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ) الكفر والشرك وتؤمنون بالله يا أهل مكة (إِنْ كَفَرْتُمْ) إذا كفرتم فى الدنيا (يَوْماً) يوم القيامة (يَجْعَلُ) ذلك اليوم (الْوِلْدانَ شِيباً (١٧)) شمطا إذا سمعوا حيث يقول الله لآدم : «يا آدم أبعث بعثا من ذريتك إلى النار» قال آدم : «يا رب من كم» قال الله تعالى : «من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة» (السَّماءُ مُنْفَطِرٌ) منشق (بِهِ) بذلك الزمان الذى يجعل الولدان شيبا ، ويقال : بنزول أمر الرب والملائكة (كانَ وَعْدُهُ) فى البعث (مَفْعُولاً (١٨)) كائنا (إِنَّ هذِهِ) السورة (تَذْكِرَةٌ) عظة وبيان لكم (فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (١٩)) طريقا يأتى به إلى ربه ، ويقال : فمن شاء وحد واتخذ بذلك إلى ربه سبيلا مرجعا (إِنَّ رَبَّكَ) يا محمد (يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى) أقل (مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ) إلى النصف (وَنِصْفَهُ) وتقوم نصف الليل (وَثُلُثَهُ) وتقوم ثلث الليل ، ويقال : ونصف أقل من نصق الليل وثلثه إذا قرأت بالخفض (وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ) وجماعة من المؤمنين معك فى الصلاة (وَاللهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ) يعلم ساعات الليل والنهار (عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ) أن لن تحفظوا ساعات الليل ، ويقال : ما أمرتم فى الليل من الصلاة (فَتابَ عَلَيْكُمْ) فتجاوز عنكم صلاة الليل (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ) عليكم (مِنَ الْقُرْآنِ) فى الصلاة مائة آية فصاعدا ، ويقال : ما شئتم من القرآن (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى) جرحى لا يستطيعون الصلاة بالليل (وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ) يسافرون (فِي الْأَرْضِ) بالتجارة وغيرها (يَبْتَغُونَ) يطلبون (مِنْ فَضْلِ اللهِ) من رزق الله وغيره يشق عليهم صلاة الليل (وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ) يجاهدون (فِي سَبِيلِ اللهِ) فى طاعة الله يشق عليهم صلاة الليل (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ) عليكم (مِنْهُ) من القرآن فى الصلاة (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) أتموا الصلوات الخمس بوضوئها وركوعها وسجودها وما يجب فيها من مواقيتها (وَآتُوا الزَّكاةَ) أعطوا زكاة أموالكم (وَأَقْرِضُوا اللهَ) فى الصدقة ، ويقال : فى العمل الصالح (قَرْضاً حَسَناً) محتسبا صادقا فى قلوبكم (وَما تُقَدِّمُوا) تسلفوا (لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ) من صدقة أو عمل صالح (تَجِدُوهُ) تجدوا ثوابه (عِنْدَ اللهِ) فى الجنة محفوظا لكم لا سرق ولا غرق ولا حرق ولا يأكل السوس (هُوَ خَيْراً) مما بقى عندكم فى الدنيا (وَأَعْظَمَ أَجْراً) ثوابا مما عندكم (وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ) من الذنوب (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٠)) لمن مات على التوبة لرحمة المدثر بثيابه.
* * *