يا محمد (فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً (٧)) فراغا طويلا لقضاء حوائجك (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ) صل بأمر ربك ، ويقال : اذكر توحيد ربك (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً (٨)) أخلص لله إخلاصا فى صلاتك ودعائك وعبادتك (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) هو الله (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً (٩)) فاعبده ربا ، ويقال : فاتخذه كفيلا فيما وعدك من النصرة والدولة والثواب (وَاصْبِرْ) يا محمد (عَلى ما يَقُولُونَ) من الشتم والتكذيب (وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً (١٠)) اعتزلهم اعتزلا جميلا بلا جزع ولا فحش.
(وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً (١١) إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالاً وَجَحِيماً (١٢) وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ وَعَذاباً أَلِيماً (١٣) يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلاً (١٤) إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (١٥) فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلاً (١٦) فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً (١٧) السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً (١٨) إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (١٩) إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٠))
(وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ) بالقرآن وهذا وعيد من الله لهم وهم المطعمون يوم بدر (أُولِي النَّعْمَةِ) ذوى المال لهم والغنى (وَمَهِّلْهُمْ) أجلهم (قَلِيلاً (١١)) إلى يوم بدر (إِنَّ لَدَيْنا) عندنا لهم فى الآخرة (أَنْكالاً) قيودا تقيد بها أرجلهم أغلالا تغل بها أيمانهم إلى أعناقهم وسلاسل توضع فى أعناقهم (وَجَحِيماً (١٢)) نارا يدخلونها (وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ) يستمسك فى حلقهم وهو الزقوم (وَعَذاباً أَلِيماً (١٣)) وجيعا يخلص وجعه إلى قلوبهم.
ثم بين متى يكون ، فقال : (يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ) تزلزل الأرض (وَالْجِبالُ) وتزلزل الجبال (وَكانَتِ) وصارت (الْجِبالُ كَثِيباً) ترابا (مَهِيلاً (١٤)) وهو الشىء الذى إذا رفعت أسفله سقط عليك أعلاه مثل الرمل (إِنَّا أَرْسَلْنا) بعثنا (إِلَيْكُمْ رَسُولاً) يعنى محمدا صلىاللهعليهوسلم (شاهِداً عَلَيْكُمْ) بالبلاغ (كَما أَرْسَلْنا) بعثنا (إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (١٥)) يعنى موسى (فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ) يعنى موسى لم يجيبه (فَأَخَذْناهُ