(فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ) يعنى يوم القيامة (يَوْمٌ عَسِيرٌ (٩)) شديد (عَلَى الْكافِرِينَ) هوله وعذابه (غَيْرُ يَسِيرٍ (١٠)) غير هين عليهم (ذَرْنِي) يا محمد (وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً (١١)) بلا مال ولا ولد ولا زوج ، وهذا وعيد من الله للوليد بن المغيرة المخزومى (وَجَعَلْتُ لَهُ) بعد ذلك (مالاً مَمْدُوداً (١٢)) كثيرا من كل نوع لم يزل فى الزيادة ، فكان ماله نحو تسعة آلاف مثقال فضة (وَبَنِينَ شُهُوداً (١٣)) حضورا لا يغيبون وكان بنوه عشرة (وَمَهَّدْتُ لَهُ) المال بعضه على بعض (تَمْهِيداً (١٤)) مثل الفرش بعضها على بعض (ثُمَّ يَطْمَعُ) الوليد (أَنْ أَزِيدَ (١٥)) فى ماله وهو يعصينى ويكفر به (كَلَّا) حقا لا أزيده ، فلم يزل بعد ذلك فى نقصان ماله (إِنَّهُ) يعنى الوليد بن المغيرة (كانَ لِآياتِنا عَنِيداً (١٦)) لكتابنا ورسولنا عنيدا معرضا مكذبا بهما.
(سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً (١٧)) سأكلفه الصعود على جبل أملس فى النار من الصخرة كلما وضع يده ذاب ، ثم عاد كما كان ، ويقال : من نحاس يجذب من أمامه ويضرب من خلفه (إِنَّهُ) يعنى الوليد بن المغيرة (فَكَّرَ) يعنى تفكر فى نفسه فى أمر محمد صلىاللهعليهوسلم (وَقَدَّرَ (١٨)) أوله ، قال : حتى إنه ساحر (فَقُتِلَ) لعن (كَيْفَ قَدَّرَ (١٩)) قوله فى أمر محمد صلىاللهعليهوسلم (ثُمَّ قُتِلَ) ثم لعن (كَيْفَ قَدَّرَ (٢٠)) قوله فى أمر محمد صلىاللهعليهوسلم (ثُمَّ نَظَرَ (٢١)) فى قوله حتى قال : إنه ساحر ، ويقال : نظر إلى أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم حيث قالوا له هلم إلى الخير يا ابن المغيرة (ثُمَّ عَبَسَ) كلح وجهه (وَبَسَرَ (٢٢)) قبض جبينه (ثُمَّ أَدْبَرَ) عن أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم إلى أهله (وَاسْتَكْبَرَ (٢٣)) تعظم عن الإيمان أن يجيبهم.
(فَقالَ إِنْ هذا) ما هذا الذى يقول محمد صلىاللهعليهوسلم (إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (٢٤)) يأثره ويرويه عن مسيلمة الكذاب الذى يكون باليمامة ، ويقال : عنى به جبرا ويسارا (إِنْ هذا) ما هذا الذى يقول محمد صلىاللهعليهوسلم (إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (٢٥)) قول جبر ويسار (سَأُصْلِيهِ) سأدخله فى الآخرة ، يعنى الوليد بن المغيرة (سَقَرَ (٢٦)) وهو الباب الرابع من النار (وَما أَدْراكَ) يا محمد (ما سَقَرُ (٢٧) لا تُبْقِي) لهم لحما إلا أكلته (وَلا تَذَرُ (٢٨)) إذا أعيدوا خلقا جديدا أكلتهم أيضا (لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (٢٩)) شواهة لأبدانهم ، ويقال : مسودة لوجوههم (عَلَيْها) على النار (تِسْعَةَ عَشَرَ (٣٠)) ملكا خزان النار.
(وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ) ما سلطنا على أهل النار (إِلَّا مَلائِكَةً) يعنى الزبانية