مكتوم (١) (وَما يُدْرِيكَ) يا محمد (لَعَلَّهُ) الأعمى (يَزَّكَّى (٣)) يصلح بالقرآن (أَوْ يَذَّكَّرُ) يتعظ بالقرآن (فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى (٤)) أى العظة بالقرآن ، ويقال : (وَما يُدْرِيكَ) يا محمد (لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (٣)) أن لا يصلح ، أو يذكر ، أو لا يتعظ (فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى (٤)) أو لا تنفعه العظة (أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى (٥)) عن الله فى نفسه ، وهم هؤلاء الثلاثة.
(فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (٦)) تقبل عليه بوجهك.
(وَما عَلَيْكَ) يا محمد (أَلَّا يَزَّكَّى (٧)) ألا يوحد هؤلاء الثلاثة (وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى (٨)) يسرع فى الخير (وَهُوَ يَخْشى (٩)) من الله وهو مسلم وكان قد أسلم قبل ذلك ابن أم مكتوم (فَأَنْتَ عَنْهُ) يا محمد (تَلَهَّى (١٠)) تعرض مشتغلا بهؤلاء الثلاثة (كَلَّا) لا تفعل هكذا يقول : لا تقبل على الذى استغنى عن الله فى نفسه وتعرض عمن يخشى الله فكان النبى صلىاللهعليهوسلم يكرم ابن أم مكتوم بعد ذلك ، ويجلس إليه (إِنَّها) يعنى هذه السورة (تَذْكِرَةٌ (١١)) عظة من الله للغنى والفقير (فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ (١٢)) فمن شاء الله له أن يتعظ اتعظ.
(فِي صُحُفٍ) يقول : القرآن مكتوب فى كتب من أدم (مُكَرَّمَةٍ (١٣)) كريمة على الله (مَرْفُوعَةٍ) مرتفعة فى السماء (مُطَهَّرَةٍ (١٤)) من الأدناس والشرك (بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (١٥)) كتبة (كِرامٍ) هم كرام على الله مسلمون (بَرَرَةٍ (١٦)) صدقة وهم الحفظة أهل سماء الدنيا (قُتِلَ الْإِنْسانُ) لعن الكافر عتبة بن أبى لهب (ما أَكْفَرَهُ (١٧)) ما الذى أكفره بالله وبنجوم القرآن ، ويقال : ما أشد كفره (مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (١٨)) يقول : فليتفكر فى نفسه من أى شىء خلقه نسمة ، ثم بين له ، فقال : (مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ) نسمة (فَقَدَّرَهُ (١٩)) قدر خلقه باليدين والرجلين ، والعينين والأذنين ، وسائر الأعضاء (ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (٢٠)) طريق الخير والشر بينه ، ويقال : سبيل الرحم ويسره بالخروج (ثُمَّ أَماتَهُ) بعد ذلك (فَأَقْبَرَهُ (٢١)) فأمر به فقبر (ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ (٢٢)) بعثه من القبر.
(كَلَّا) حقا يا محمد (لَمَّا يَقْضِ) لم يرد والألف هاهنا صلة (ما أَمَرَهُ (٢٣)) الذى أمره الله من التوحيد وغيره (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ) فليتفكر الكافر عتبة بن أبى لهب (إِلى طَعامِهِ (٢٤)) الذى يأكله كيف يحول من حال إلى حال حتى يأكله ، ثم بين له
__________________
(١) انظر : سنن الترمذى (٤ / ٢٠٩) ، والحاكم (٢ / ٥١٤) ، وتفسير الطبرى (٣٠ / ٣٢) ، ولباب النقول (٢٢٧) ، وزاد المسير (٩ / ٢٦).