(سُئِلَتْ (٨)) أى سألت أباها (بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (٩)) بأى ذنب قتلتنى ، ويقال : وإذا الوائد ، يعنى القاتل سئل بأى ذنب قتلتها.
(وَإِذَا الصُّحُفُ) ديوان الحساب الحسنات والسيئات (نُشِرَتْ (١٠)) للحساب ، ويقال : تطايرت فى الأكف (وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ (١١)) نزعت من أماكنها وطويت (وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (١٢)) أوقدت للكافرين (وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (١٣)) قربت للمتقين (عَلِمَتْ نَفْسٌ) علمت كل نفس برة ، أو فاجرة عند ذلك (ما أَحْضَرَتْ (١٤)) ما قدمت من خير أو شر (فَلا أُقْسِمُ) يقول : أقسم (بِالْخُنَّسِ (١٥)) وهى النجوم التى يخنسن بالنهار ويظهرن بالليل (الْجَوارِ الْكُنَّسِ (١٦)) ويجرين بالليل إلى المجرة [يكنسن بالنهار] ثم يرجعن إلى أماكنهن ويغبن وكنوسهن غيبوبتهن ، وسقوطهن ورجوعهن إلى أماكنهن ، وهى هذه الأنجم الخمسة زهرة ، وزحل ، ومريخ ومشترى ، وعطارد.
(وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ (١٧)) إذا أدبر وذهب (وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (١٨)) إذا أقبل واستضاء ، أقسم الله بهذه الأشياء (إِنَّهُ) يعنى القرآن (لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩)) يقول الله : نزل به جبريل على رسول كريم على الله يعنى محمدا صلىاللهعليهوسلم (ذِي قُوَّةٍ) على أعدائه ، يعنى به جبريل (عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠)) عند الله له القدر والمنزلة (مُطاعٍ) يعنى جبريل مطاع (ثَمَ) فى السماء يطيعه الملائكة (أَمِينٍ (٢١)) على الرسالة إلى أنبيائه (وَما صاحِبُكُمْ) نبيكم محمد يا معشر قريش (بِمَجْنُونٍ (٢٢)) يختنق كما تقولون (وَلَقَدْ رَآهُ) رأى محمد صلىاللهعليهوسلم جبريل (بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (٢٣)) بمطلع الشمس المرتفع (وَما هُوَ) يعنى محمد صلىاللهعليهوسلم (عَلَى الْغَيْبِ) على الوحى (بِضَنِينٍ (٢٤)) بمتهم ، ويقال : ببخيل إن قرأت بالضاد (١).
(وَما هُوَ) يعنى القرآن (بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (٢٥)) متمرد لعين ، واسمه المرمى (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (٢٦)) من أين يكذبون ، ويقال : وأين تميلون عن القرآن فلا تؤمنون به (إِنْ هُوَ) ما هو ، يعنى القرآن (إِلَّا ذِكْرٌ) عظة من الله (لِلْعالَمِينَ (٢٧)) من الجن والإنس (لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (٢٨)) على ما أمره الله من التوحيد وغيره
__________________
(١) من قرأ بالظاء كالمصنف فالمعنى : ما هو بمتهم ، ومن قرأ بالضاء فالمعنى : ليس ببخيل عليكم بما يعلم عما ينفعكم. انظر : السبعة (٦٧٣) ، والبحر المحيط (٨ / ٢٤٣٥) ، وتفسير الطبرى (٣٠ / ٥٢) ، ومعانى القرآن للفراء (٣ / ٢٤٢).