الآخرة (وَراءَ ظَهْرِهِ (١٠)) خلف ظهره بشماله وهو الأسود بن عبد الأسد أخو أبى سلمة.
(فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً (١١)) يقول : واويلاه واثبوراه (وَيَصْلى سَعِيراً (١٢)) أى نارا (إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً (١٣)) بهم (إِنَّهُ ظَنَ) حسب (أَنْ لَنْ يَحُورَ (١٤)) يعنى أن لن يرجع إلى ربه فى الآخرة ، وهو بلسان الحبشة يحور يرجع بعد الموت (بَلى) ليحورن إلى ربه فى الآخرة (إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ) من يوم خلقه (بَصِيراً (١٥)) عالما بأن يبعثه بعد الموت (فَلا أُقْسِمُ) يقول : أقسم (بِالشَّفَقِ (١٦)) وهو حمرة المغرب بعد غروب الشمس (وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ (١٧)) وأقسم بالليل ، وما وسق جمع ورجع إلى وطنه إذا خرج الليل (١) (وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (١٨)) وأقسم بالقمر إذا اجتمع وتكامل ثلاث ليال ليلة ثلاث عشرة وليلة أربع عشرة ، وليلة خمس عشرة (لَتَرْكَبُنَ) لتحولن جملة الخلق (طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (١٩)) يقول : حالا بعد حال من حين خلقهم إلى أن يموتوا ، ومن حين موتهم إلى أن يدخلوا الجنة ، أو النار يحولهم الله من حال إلى حال ، ويقال : لتركبن لتصعدن يا محمد طبقا عن طبق ، يقول : من سماء إلى سماء ليلة المعراج ، إن قرأت بنصب الباء ، ويقال : ليركبن هذا المكذب طبقا عن طبق حالا بعد حال من حين يموت إلى أن يدخل النار ، إن قرأت بالياء ونصب الباء (٢).
(فَما لَهُمْ) لكفار مكة ، ويقال : لبنى عبد ياليل الثقفى ، وكانوا ثلاثة مسعود ، وحبيب ، وربيعة ، فأسلم منهم حبيب ، وربيعة بعد ذلك (لا يُؤْمِنُونَ (٢٠)) بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، والقرآن (وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ) وإذا قرأ عليهم محمد صلىاللهعليهوسلم (الْقُرْآنُ) بالأمر والنهى (لا يَسْجُدُونَ (٢١)) لا يخضعون لله بالتوحيد.
(بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا) كفار مكة ومن لم يؤمن من [بنى] عبد ياليل (يُكَذِّبُونَ (٢٢)) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ (٢٣)) بما يقولون ويعملون ، ويقال : بما يسمعون ويضمرون فى قلوبهم (فَبَشِّرْهُمْ) يا محمد لمن لا يؤمن به (بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٢٤)) وجيع يخلص وجعه إلى قلوبهم يوم بدر ، وفى الآخرة ، ثم استثنى الذين آمنوا ، فقال : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، والقرآن (وَعَمِلُوا
__________________
(١) انظر : معانى القرآن للفراء (٣ / ٢٥١) ، وتفسير الطبرى (٣٠ / ٧٦) ، وزاد المسير (٩ / ٦٦) ، والنكت والعيون للماوردى (٤ / ٤٢٧).
(٢) انظر : الحجة لأبى زرعة (٧٥٦) ، وتفسير الطبرى (٣٠ / ٧٨).